أرشيف التصنيف: أخبار عالمية

العراق جهود داخلية وخارجية لتفادي الانزلاق إلى الحرب

في ظل أجواء التوتر غير المسبوق في المنطقة والمخاوف من توسع الصراع في قطاع غزة إلى مواجهة أوسع بين إسرائيل وإيران، شدد العراق على عزمها تفادي الانزلاق إلى حرب شاملة.

وفي مقابلة مع قناة العربية/الحدث، قال وزير الخارجية فؤاد حسين اليوم الثلاثاء إن العراق يتخذ خطوات نشطة على الصعيدين الداخلي والخارجي لوقف تصعيد النزاع. وأوضح حسين أن المنطقة تواجه خطرًا شديدًا، لكن الجهود الدولية المكثفة لوقف إطلاق النار في غزة قد تساعد في تحقيق هدوء نسبي إقليمي. وأكد أن العراق يساهم في هذه الجهود الرامية إلى التهدئة.

رغم ذلك، أشار حسين إلى أن هذه الجهود لم تسفر بعد عن نتائج ملموسة، محذرًا من أن استمرار حالة التوتر قد يستمر إذا لم يتم التوصل إلى هدنة في غزة. كما حذر من أن دفع العراق إلى حالة حرب يشكل خطرًا كبيرًا، وأوضح أن الحكومة والأحزاب السياسية في البلاد تدرك هذه المخاطر.

وكشف حسين أيضًا عن نجاح المساعي الدبلوماسية العراقية في منع واشنطن من الرد على قصف قاعدة عين الأسد. فيما يتعلق بالمباحثات العسكرية الجارية مع الجانب الأميركي حول انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، أكد حسين أن هذه المباحثات مستمرة بين القيادات العسكرية ولم يتم إلغاؤها، رغم أن التوترات الحالية قد غيرت الوضع مقارنة بالعام الماضي.

وفيما يخص الرد الإيراني المتوقع على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران أواخر الشهر الماضي، قال حسين إنه من الضروري الانتظار لمعرفة ما إذا كان هناك رد فعل إيراني. وأكد أن الحكومة والبرلمان العراقيين هما المسؤولان عن اتخاذ قرارات الحرب والسلم، وأشار إلى أن السلطات العراقية تواصل حماية البعثات الأجنبية والمستشارين والدبلوماسيين على أراضيها من أي اعتداءات.

تأتي هذه التصريحات في وقت تتضافر فيه الجهود الدولية والإقليمية لتهدئة الأوضاع ودفع الأطراف نحو إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، رغم أن هذه المساعي لم تحقق نتائج ملموسة حتى الآن. كما اتهمت حماس إسرائيل برفض الخطة التي اقترحها الرئيس الأميركي جو بايدن في مايو الماضي، وبتحميل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤولية إدخال تعديلات وشروط على الخطة

غارات إسرائيلية تضرب مخازن أسلحة لحزب الله في عمق الأراضي اللبنانية

شنت إسرائيل غارة جوية اليوم الإثنين استهدفت مخزنًا للأسلحة تابعًا لحزب الله في وادي البقاع شرق لبنان. وفقًا للوكالة الوطنية للإعلام، تعرضت بلدات في قضاء بعلبك بمنطقة البقاع لثلاث غارات إسرائيلية مساءً، دون تحديد الأهداف الدقيقة.

أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق عن مقتل “حسين علي حسين”، قيادي بارز في وحدة الصواريخ التابعة لحزب الله. من جهة أخرى، أفاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة في لبنان بأن حصيلة الجرحى جراء الغارات الإسرائيلية ارتفعت إلى تسعة أشخاص، بينهم سيدة سورية وستة لبنانيين، بالإضافة إلى طفلة سورية تبلغ من العمر خمس سنوات وفتاة سورية تبلغ خمس عشرة سنة.

وفي هجوم آخر على بلدة المنصوري، ارتفعت حصيلة الجرحى لتشمل شابتين فلسطينيتين تم نقلهما إلى المستشفى اللبناني الإيطالي لتلقي العلاج.

وكان جندي إسرائيلي قد قُتل في وقت سابق من اليوم، إضافة إلى مقتل اثنين من مقاتلي حزب الله، في تبادل للقصف بين الجانبين عبر الحدود، ما أثار مخاوف من تصاعد التوتر في المنطقة.

وأشار مراسل “العربية” و”الحدث” إلى أن مبنى في مستوطنة يعارة الإسرائيلية قرب الحدود اللبنانية تعرض لإصابة مباشرة بصاروخ، مما أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة عدد من المدنيين.

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بانفجار طائرة مسيرة قادمة من لبنان في بلدة بالجليل الغربي، مما أدى إلى إصابة إسرائيليين نتيجة الحريق الناجم عن الانفجار.

منذ الثامن من أكتوبر، يتبادل حزب الله المدعوم من إيران القصف مع إسرائيل عبر الحدود يوميًا تقريبًا، وذلك عقب اندلاع الحرب في قطاع غزة.

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم مقتل أحد جنوده “خلال القتال” في شمال إسرائيل، فيما أكد حزب الله مقتل اثنين من مقاتليه في بيانين منفصلين.

وأكدت وزارة الصحة اللبنانية مقتل شخصين في غارة إسرائيلية على بلدة حولا، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مقاتلين من حزب الله في نفس المنطقة.

كما أعلن حزب الله عن تنفيذ هجوم جوي بأسراب من المسيرات على موقعين عسكريين إسرائيليين، أحدهما ثكنة قرب مدينة عكا الساحلية، والثاني قاعدة لوجستية، ردًا على اغتيال قائد في حزب الله جنوب لبنان على يد الجيش الإسرائيلي.

وفي ظل التصعيد المستمر، أكد منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان، عمران ريزا، أن حوالي 150 ألف شخص يعيشون في مناطق جنوب لبنان تتعرض لضربات يومية، فيما نزح أكثر من 110 آلاف شخص من المنطقة بسبب التصعيد.

أدى التصعيد إلى مقتل 584 شخصًا في لبنان، بينهم 377 مقاتلًا من حزب الله و128 مدنيًا على الأقل. وفي إسرائيل، قُتل 23 جنديًا و26 مدنيًا منذ بدء التصعيد، بينهم 12 في الجولان السوري المحتل.

انقسام جديد في اليسار الفرنسي بعد دعوة جناحه المتطرف لإسقاط ماكرون في البرلمان

مع اقتراب استئناف النشاط السياسي في فرنسا بزخم كبير، وقبل أيام من بدء الرئيس إيمانويل ماكرون سلسلة مشاورات مع رؤساء الكتل البرلمانية وقادة الأحزاب لتشكيل حكومة جديدة، برز انقسام جديد داخل تحالف أحزاب اليسار، حيث أثارت دعوة لإسقاط ماكرون برلمانياً، استناداً إلى المادة 68 من الدستور، خلافات بين أعضاء التحالف.

هذه الدعوة جاءت من حزب “فرنسا غير القابلة للترويض” من أقصى اليسار، وذلك بعد رفض ماكرون تعيين لوسي كاستيه كرئيسة للوزراء، رغم توافق أحزاب تحالف اليسار على ترشيحها منذ الشهر الماضي، وتصدر التحالف نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة.

غير أن الرد على هذه الدعوة لم يأتِ فقط من التحالف الرئاسي وأعضاء الحكومة المستقيلة، بل من داخل اليسار نفسه. حيث أعلن أوليفيي فور، السكرتير الأول للحزب الاشتراكي، أن هذه الدعوة تلزم حزب “فرنسا غير القابلة للترويض” وحده، مشيراً إلى أن إسقاط ماكرون يتطلب أغلبية برلمانية من ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ والجمعية الوطنية، وهو أمر صعب التحقيق.

أصوات اشتراكية أخرى اعتبرت أن دعوة حزب ميلانشون لا تستند إلى أساس قانوني أو سياسي.

من جانبه، وصف وزير الداخلية، جيرالد دارمانان، من التحالف الرئاسي، دعوة حزب “فرنسا غير القابلة للترويض” بأنها تعكس “الفوضى” التي يسعى الحزب لفرضها على البلاد، منتقداً عدم قدرة تحالف أحزاب اليسار على تقديم حكم مستقر.

كما أضاف وزير العدل المستقيل، إريك دوبون موريتي، أن حزب “فرنسا غير القابلة للترويض” يدفع باليسار نحو التطرف، معتبراً دعوته لإسقاط ماكرون “غريبة”.

ومن المتوقع أن تبدأ مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة يوم الجمعة المقبل، حيث أكد ماكرون استعداده لاستقبال لوسي كاستيه دون التزام بتسميتها، مما يترك المجال مفتوحاً لمزيد من الجدل السياسي.

يُذكر أن تحالف اليسار حقق فوزاً نسبياً في الانتخابات التشريعية الأخيرة، بحصوله على 193 مقعداً من أصل 577 في الجمعية الوطنية، ما يجعله يتصدر النتائج دون أن يتمكن من الوصول إلى الأغلبية المطلقة المطلوبة لتشكيل الحكومة بمفرده.

جريمة غامضة في إسطنبول: ملثم يقتل فلسطينياً ويصيب صديقه وحارسه

أعلنت شرطة إسطنبول اليوم الاثنين أنها بدأت تحقيقاً موسعاً في حادثة إطلاق نار أدت إلى مقتل فلسطيني وإصابة اثنين آخرين أثناء وجودهم داخل سيارة.

وأوضح مكتب حاكم إسطنبول في بيان مقتضب أن القاتل ترك مسدساً مزوداً بكاتم صوت في موقع الجريمة.

ووفقاً لوكالة الأنباء التركية “ديميرورين”، قُتل رجل كان يجلس في مقعد السائق وأصيب صديقه بجروح خطيرة في الهجوم الذي وقع مساء الأحد. كما أصيب الحارس الشخصي للقتيل في قدمه، وفقاً لما ذكره مكتب الحاكم.

وأضافت الوكالة أن الهجوم نفذه مهاجم ملثم واحد أو عدة مهاجمين. ووقع الهجوم بينما كانت الضحايا يتجولون في شارع ديلافير بمنطقة كاغد خانة شمالي إسطنبول.

وصفت الوكالة أحد المصابين بأنه رجل أعمال، فيما أظهرت الصور من موقع الحادث مسدساً نصف آلي مزوداً بكاتم صوت على الرصيف بجانب سيارة بيضاء متوقفة بين سيارتين، مع وجود ثقوب ناتجة عن طلقات نارية في الباب الخلفي للسيارة البيضاء الأقرب إلى الرصيف.

بلينكن: محادثات غزة قد تكون “الفرصة الأخيرة” للتوصل إلى هدنة

حذر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، يوم الاثنين، من أن المحادثات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة قد تكون “ربما آخر فرصة” للتوصل إلى هدنة في الحرب المستمرة لأكثر من عشرة أشهر بين إسرائيل وحركة حماس.

وقال بلينكن خلال لقائه الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ في زيارته التاسعة إلى المنطقة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر: “إنها لحظة حاسمة، وعلى الأرجح أفضل وربما آخر فرصة لإعادة الرهائن إلى ديارهم والتوصل إلى وقف إطلاق النار ووضع الجميع على طريق أفضل نحو سلام وأمن دائمين.”

من جانبه، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الأحد أن وقف إطلاق النار في غزة “لا يزال ممكناً”، على الرغم من تبادل الاتهامات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحركة حماس حول إفشال جهود التوصل إلى اتفاق، وذلك بالتزامن مع زيارة بلينكن لإسرائيل.

وفي حديثه للصحافة بعد قضاء عطلة نهاية الأسبوع في منتجع كامب ديفيد، قال بايدن: “المحادثات لا تزال جارية، ونحن لن نستسلم.”

بدوره، أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد على ضرورة بقاء إسرائيل في محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، مشيراً إلى أن هذا الطلب قد يعوق أي إمكانية للتوصل إلى اتفاق. جاء ذلك في بيان أصدره مكتبه بعد وقت قصير من وصول بلينكن إلى إسرائيل.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية يوم الأحد أن وفداً يضم ممثلين عن الحكومة الإسرائيلية والجيش وجهاز الشاباك توجه إلى القاهرة، فيما تستعد الأطراف لاستئناف المحادثات بوساطة أميركية ومصرية وقطرية هذا الأسبوع.

وفي ختام اجتماعات عُقدت يومي الخميس والجمعة في الدوحة، والتي غابت عنها حركة حماس، أعلنت الدول الوسيطة – الولايات المتحدة، مصر، وقطر – عن تقديم مقترح جديد “يقلص الفجوات” بين إسرائيل وحماس، بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.

مستجدات جديدة حول مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

وسطاء أميركيون وعرب أكدوا اقترابهم من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس منذ هجوم 7 أكتوبر، إلا أن المفاوضات شهدت لحظات من الأمل الكاذب. وزادت أهمية هذه المفاوضات بعد تهديدات إيران وحزب الله بالانتقام لاغتيال قادة فلسطينيين، ما أثار مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقًا.

عبّر مسؤولون أميركيون وإسرائيليون عن تفاؤل حذر بعد جولة من المفاوضات في قطر، لكن حماس كانت أقل تفاؤلًا بسبب اختلافات حول المقترحات الأخيرة. أرسلت إسرائيل وفدًا إلى القاهرة، ومن المتوقع استمرار المحادثات رفيعة المستوى هناك.

الاتفاق قد ينهي الصراع الأكثر دموية بين إسرائيل والفلسطينيين، ويشمل تبادلًا للرهائن والأسرى، وانسحابًا إسرائيليًا من غزة، وضمانات بعدم استئناف القتال. ومع ذلك، لا تزال هناك خلافات حول بعض الشروط، ومن المتوقع أن تستمر المفاوضات حتى يتم التوصل إلى توافق نهائي.

مرشح ترامب لنائب الرئيس استطلاعات الرأي المزيفة تهدف إلى إثارة الانقسامات داخل الحزب الجمهوري

رفض السيناتور الجمهوري جيه دي فانس، المرشح المحتمل لمنصب نائب الرئيس، نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة التي أظهرت تقدم نائبة الرئيس كامالا هاريس على الرئيس السابق دونالد ترامب. فانس اعتبر أن “وسائل الإعلام تستغل استطلاعات الرأي المزيفة” لإحداث فوضى داخل الحزب الجمهوري.

رغم أن استطلاعات الرأي ليست دائمًا دقيقة، إلا أنها ليست مزيفة بالضرورة. تشير استطلاعات من مؤسسات كبرى إلى تقدم هاريس، رغم أن السباق لا يزال متقاربًا في الولايات المتأرجحة الرئيسية. ووفقًا لاستطلاع جديد أجرته صحيفة “واشنطن بوست” وشبكة “إيه بي سي نيوز” و”إيبسوس”، تتقدم هاريس بأربع نقاط على ترامب في مواجهة مباشرة، وبفارق ست نقاط بين الناخبين المحتملين. تحول المستقلون من دعم ترامب +4 ضد بايدن في يوليو إلى دعم هاريس +11 ضد ترامب في أغسطس.

استطلاع آخر من شبكة “سي بي إس” بالتعاون مع “يوجوف” أظهر تقدم هاريس على ترامب بفارق ثلاث نقاط على المستوى الوطني، بينما أشار تحليل الشبكة إلى تعادل الاثنين في الولايات المتأرجحة.

في مقابلة على برنامج “فوكس نيوز صنداي”، قال فانس إن استطلاع “إيه بي سي/واشنطن بوست” كان غير دقيق في صيف عام 2020، معربًا عن ثقته بأن الحملة ستكون “في المكان المناسب بحلول نوفمبر”. واعتبر فانس التفوق المبكر لهاريس “ارتفاعًا زائفًا”، مبديا تفاؤله بأن حملة ترامب ستفوز في النهاية.

من جهته، لم يعلق المتحدث باسم حملة ترامب على مزاعم فانس بشأن البيانات غير الدقيقة، لكنه أشار إلى مذكرة من خبير استطلاعات الرأي توني فابريزيو، التي تفسر الفجوة بين استطلاعات الرأي والنتائج النهائية، زاعمة أن هاريس تتمتع بتقدم زائف.

تشير تقارير إلى أن استطلاعات الرأي في عامي 2016 و2020 قللت من تقدير ترامب، ويبدو أن هذه الأخطاء أثرت على ثقة الجمهور في بيانات ما قبل الانتخابات. تقرير حديث من مؤسسة Cook Political Report غير الحزبية أشار إلى تقدم هاريس في ولايات رئيسية، ما أثار قلقًا بين بعض حلفاء ترامب بشأن إدراك الرئيس السابق لتغيرات السباق.

تأجيل الرد الانتقامي الإيراني ضد إسرائيل بعد سحب الصواريخ؟

يبدو أن المفاوضات حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رغم عدم توصلها إلى نتيجة حتى الآن، قد دفعت إيران إلى تأجيل ردها الانتقامي على إسرائيل.

فقد كشفت بعض التقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية أن طهران وحزب الله قد خفضا مستوى التأهب في وحدات الصواريخ والقذائف التابعة لهما، وفقاً لما أكده خمسة مسؤولين إسرائيليين.

وأشار هؤلاء المسؤولون إلى أن إيران قررت تأجيل ردها الانتقامي على إسرائيل، بعد اغتيال رئيس حركة حماس في العاصمة طهران، لإعطاء فرصة لمحادثات وقف إطلاق النار في غزة والسماح للوسطاء بمتابعة جهودهم في هذا الشأن، وفقاً لما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز”.

من جانبه، أكد مسؤول إسرائيلي آخر أن الاستخبارات الإسرائيلية رصدت انخفاضاً في حالة التأهب لوحدات الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية، وذلك بعد عدة أيام من حالة التأهب القصوى تحسباً لهجوم محتمل على إسرائيل.

وأضاف المسؤول أن الاستخبارات الإسرائيلية تعتقد أن الإيرانيين ينتظرون معرفة تطورات محادثات غزة قبل اتخاذ أي قرار بشأن الهجوم المحتمل، وفقاً لما نقله موقع “أكسيوس”.

وفي الوقت نفسه، لم يصدر أي تعليق رسمي مباشر حول الموضوع، لكن بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك ألمحت إلى تلك المسألة. فقد أجابت البعثة باقتضاب عند سؤالها مساء الجمعة عما إذا كانت طهران ستواصل تأجيل ردها على إسرائيل بعد تمديد محادثات وقف إطلاق النار: “نأمل ذلك”، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز.

تزامن ذلك مع تأكيد مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية أن واشنطن حذرت طهران من شن هجوم صاروخي كبير ضد إسرائيل، مشددة على أن العواقب قد تكون كارثية للغاية، وخاصة بالنسبة لإيران.

وكانت الجولة الأخيرة من محادثات وقف إطلاق النار في غزة قد استمرت يومي الخميس والجمعة الماضيين في الدوحة، دون مشاركة مباشرة من حركة حماس. ومن المتوقع أن تستأنف الأسبوع المقبل في القاهرة، وسط أجواء إيجابية وفقاً لما أكدته واشنطن.

وتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد غير مسبوق بين إسرائيل وإيران منذ أواخر يوليو الماضي، إثر اغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في طهران، والقيادي الرفيع في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت.

غارة إسرائيلية تدمر مبنى في جنوب لبنان وتوقع 10 قتلى

وسط تصاعد غير مسبوق للتوتر في المنطقة واستمرار الهجمات المتبادلة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ أكتوبر الماضي، طالت غارة إسرائيلية ليل الجمعة السبت مبنى في منطقة النبطية جنوب لبنان.

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية اليوم السبت عن مقتل 10 أشخاص بينهم امرأة وطفلاها في منطقة وادي الكفور بالنبطية، بينما أصيب خمسة آخرون بجروح، اثنان منهم إصاباتهما حرجة. وأكد مواطنون من عين المكان أن الغارة استهدفت مؤسسة تجارية، نافين وجود أي عناصر من حزب الله في الموقع.

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن طائراته “هاجمت خلال ساعات الليل مستودع أسلحة تابع لحزب الله في النبطية”. ومنذ بدء النزاع في قطاع غزة في 7 أكتوبر، يتبادل حزب الله، المدعوم من إيران، إطلاق النار مع إسرائيل عبر الحدود بشكل شبه يومي، “إسناداً لغزة ودعماً لحماس”، بحسب تأكيده.

لكن التوترات قد تصاعدت بشكل كبير مؤخراً بعد مقتل القائد العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، وتلا ذلك اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في ضربة نسبت إلى إسرائيل، ما دفع كلا من حزب الله وإيران إلى التوعد برد حتمي.

تأتي هذه الأحداث في وقت يشهد فيه الملف الفلسطيني تحركات دبلوماسية حثيثة، حيث تُجرى محادثات مرتقبة في القاهرة بعد الدوحة، في محاولة للتوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة، الذي يشهد حرباً مدمرة منذ عشرة أشهر.

في بيروت، شهدت الأيام الأخيرة تحركات دبلوماسية من المبعوث الأميركي آموس هوكستين، ووزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه، ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في إطار جهود دبلوماسية متعددة لاحتواء التوتر بين إيران وحزب الله من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.

يذكر أن التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية أسفر عن مقتل 579 شخصاً على الأقل في لبنان، غالبيتهم مقاتلون في حزب الله وما لا يقل عن 121 مدنياً، وفقاً لوكالة “فرانس برس”، بينما أعلنت السلطات الإسرائيلية عن مقتل 22 عسكرياً و26 مدنياً على الأقل، بينهم 12 في الجولان السوري المحتل.

16 قتيلاً في الزوايدة.. ودعوات لإخلاء مناطق في المغازي

ارتفعت حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية التي استهدفت وادي الكفور في قضاء النبطية بجنوب لبنان إلى 10 قتلى و3 جرحى، معظمهم من أفراد الجالية السورية. وكانت وزارة الصحة اللبنانية قد أعلنت في وقت سابق من يوم السبت عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 3 آخرين في هذه الغارة التي طالت مبنى سكنيًا في مدينة النبطية.

وفي تطور لاحق، أكد الجيش الإسرائيلي قيامه بقصف مواقع عسكرية تابعة لحزب الله في منطقتي حنين ومارون الراس بجنوب لبنان، بالإضافة إلى استهداف مستودع أسلحة تابع لحزب الله في منطقة النبطية. كما شنت مدفعية الجيش الإسرائيلي هجمات على مناطق راميش، لافونا، كفرشوبا، وعيتا الشعب في الجنوب اللبناني.

يذكر أن المنطقة تشهد تصاعدًا في التوترات خلال الأسابيع الأخيرة بعد هجوم صاروخي استهدف هضبة الجولان المحتلة وأسفر عن سقوط قتلى، وقد ألقت إسرائيل بالمسؤولية على حزب الله. وردًا على ذلك، قامت إسرائيل باغتيال أحد كبار قادة حزب الله في ضواحي بيروت.

من جانبه، توعد حزب الله بالرد على إسرائيل، وهو ما تبنته إيران أيضًا بعد اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران.