في ظل أزمة الطاقة العالمية بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، التي دامت لأزيد من 20 يوما، بدأت إسبانيا تمارس ضغوطا على مستوى عال، من أجل دفع الجزائر نحو إعادة تشغيل خط الغاز المغاربي، الذي يوصل غازها إلى اسبانيا عبر الأراضي المغربية، إثر توقيف العمل به قبل أشهر، في سياق التصعيد الجزائري ضد المغرب.
وحسب وسائل إعلام اسبانية، فإن “اتصالات تجري على أعلى مستوى” بين إسبانيا والجزائر، من أجل عودة الربط بين البلدين باستعمال خط الغاز المغاربي.
وأضافت المصادر، أن اتصال بين الرئيس الاسباني بيدرو سانشيز ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون حول هذا الموضوع، حيث تمت مناقشة إمكانية وضع الخلافات الجزائرية مع المغرب جانبا، وذلك من أجل تحقيق هدف تزويد إمدادات اسبانيا وأوروبا من الغاز، إذ بمجرد تحقيق هذا الهدف، فإن الفكرة هي أن توافق الجزائر على إعادة فتح خط أنابيب الغاز المغاربي بالكامل.
يشار إلى أنه بعد أشهر قليلة من توقيف الجزائر لأنبوب الغاز المغاربي الذي كان يربطها بإسبانيا عبر المغرب، باتت إسبانيا قلقة من تأخر إمداداتها من الغاز، وهي مخاوف تتزايد بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية.
في ذات السياق، فإن الأنبوب الوحيد المتبقي لنقل الغاز من الجزائر نحو إسبانيا “ميدغاز”، شهد في الفترة الأخيرة تأخرا في إمداد إسبانيا بالغاز بما يصل إلى 36 ساعة، وهو يعتبر أمر مقلق لإسبانيا التي يرتفع فيها الطلب على هذه المادة الحيوية خلال فصل الشتاء بسبب الانخفاض الكبير في درجات الحرارة.
وسبق أن أعلن عبد المجيد تبون، نهاية أكتوبر، عن عدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز، الذي يزود إسبانيا بالغاز الجزائري مرورا بالمغرب، وذلك بسبب “الممارسات ذات الطابع العدواني من المملكة المغربية” وفق ما جاء في بيان صادر عن الرئاسة الجزائرية.
وجاء في بيان الرئاسة الجزائرية، “أمر السيد رئيس الجمهورية، الشركة الوطنية سوناطراك بوقف العلاقة التجارية مع الشركة المغربية، وعدم تجديد العقد”، الذي ينتهي في 31 أكتوبر منتصف الليل”.
وقابل بيان الرئاسة الجزائرية، سوى بيان من المكتب الوطني المغربي للكهرباء والماء الصالح للشرب، حمل من خلاله (البيان)، طمأنة للمغاربة، وأكد أن القرار، الذي أعلنته السلطات الجزائرية بعدم تجديد الاتفاق بشأن خط أنبوب الغاز المغاربي-الأوربي ،”لن يكون له حاليا سوى تأثير ضئيل على أداء النظام الكهربائي الوطني”.
وأضاف المصدر في بيان له، أنه “نظرا إلى طبيعة جوار المغرب، وتحسبا لهذا القرار، فقد تم اتخاذ الترتيبات اللازمة لضمان استمرارية إمداد البلاد بالكهرباء”، حيث أشار إلى أنه يتم حاليا درس “خيارات أخرى لبدائل مستدامة، على المديين المتوسط، والطويل”.