الباكالوريا– كشف شكيب بنموسى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة يوم أمس الاثنين 29 ماي الجاري عن التدابير التي تتخده وزارته لمحاربة الغش في الامتحانات.
وجاء ذلك في معرض جوابه عن أسئلة ممثلي الأمة بمجلس النواب حيث توعد من خلال التلاميذ الذين يحاولون الغش في الامتحانات أو المساهمة في هذه العملية.
وأكد المتحدث ذاته أن وزارته حريصة بشكل كبير على محاربة وتطويق ظاهرة الغش في امتحانات الباكالوريا التي ستنطلق في السادس من شهر يونيو المقبل.
وأضاف المتحدث ذاته أن الوزارة “تحرص على محاربة ظاهرة الغش، من خلال العمل على بث وصلات تحسيسية والتنسيق مع السلطات الأمنية والمحلية وتعبئة أولياء أمور التلاميذ لتطويق الظاهرة”.
وكشف شكيب بنموسى أن عدد المترشحين الأحرار يبلغ 132 ألف تلميذ، وزاد أن العدد المسجل برسم الموسم الدراسي الحالي انخفض بما نسبته 34 في المائة مقارنة بالموسم الماضي.
وقال ” أصحاب الشعب العلمية والتقنية يمثل 58 في المائة، الشعب الأدبية والأصيلة 41 في المائة، بينما لا تمثل الشعب المهنية سوى 01 في المائة”.
أخنوش– حضر رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اليوم الاثنين 29 ماي الجاري في حفل تنصيب الرئيس الجديد للجمهورية الفيدرالية لنيجيريا ، بولا تينوبو.
وجاء حضور رئيس الحكومة عزيز أخنوش لتمثيل الملك محمد السادس في مواسيم تنصيب الرئيس النيجيري الجديد بولا تينوبو، ونائب الرئيس ، كاشيم شيتيما.
وتم تنضيم هذا الحفل بساحة (إيغل سكوار) بالعاصمة أبوجا وذلك بحضور عدد من قادة الدول، وممثلي الحكومات، حيث تم بعدها مباشرة الانتقال إلى بلقصر الرئاسي لإتمام الحفل.
وام هذا الحفل بحضور سفير صاحب الجلالة بنيجيريا، موحا أوعلي تاغما، وعدد من أعضاء البعثة الدبلوماسية للمملكة بأبوجا.
ميراوي– كشف “المكتب الوطني للنقابات الوطنية لموظفي التعليم العالي والأحياء الجامعية” المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل أن الوزارة غير جادة و تنهج سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع ملفات الموظفين بالقطاع حيث تستجيب لمطالب فئة بعينها، بينما تنهج سياسة التسويف والتماطل حيال مطالب الفئات الأخرى من الموظفين الإداريين والتقنيين، وتتمادى في الاستهتار والاستمرار في رفض التوقيع على محاضر الاجتماعات التي تُغير تواريخها دون أسباب وجيهة وحضورها بتمثيلية مصغرة يغيب عنها الوزير وحتى الكاتب العام في أحيان أخرى.
وجاء ذلك خلال اجتماع المكتب الوطني مطلع الأسبوع المنصرم والذي تم خلاله تقييم سلسلة جولات الحوار القطاعي التي عُقدت سابقا سواء مع الوزير أو ممثلي الوزارة، وذلك منذ استئناف الحوار بتاريخ 15 مارس 2023.
وفي هذا السياق فقد أصدر المكتب الوطني نص بيان توصلت جريدة “صحافة بلادي” بنسخة منه، حيث سجل من خلاله عدم وفاء الوزارة بوعدها الأخير المتمثل في تسليم النقابة مسودة النظام الأساسي الذي حددت له عدة مواعيد كانت تخلفها في كل مرة وبدأ سلسلة الاجتماعات المخصصة لمناقشة مضامينه بكوننا النقابة الأكثر تمثيلية في القطاع، وبالنظر لحالة الجمود التي طبعت الحوار القطاعي مؤخرا واستمرار رفض مدير المكتب الوطني للأعمال الجامعية، الاجتماعية والثقافية فتح باب الحوار أمام النقابة، حيث لم يتم حل غالبية المشاكل العالقة.
وأضاف المكتب في بيانه أن “التواصل مع ممثلي الوزارة أكثر تعقيدا وغير متاح أحيانا بل وابتدعت مديرية الموارد البشرية صيغة غريبة هي “التواصل بالواسطة”، وبسبب أسلوب المماطلة الذي طبع خطاب المسؤولين في الوزارة، ومحاولتهم الهروب الى الأمام بتمييع العمل النقابي واستقبال نقابات لا تملك صفة التمثيلية ولم تتعد نسبة المقاعد المحصل عليها في الانتخابات الأخيرة الستة، ولم تبلغ السقف الذي يخولها حق التحاور مع الوزارة في ضرب صارخ للقانون ورغبة في خلط الأوراق وضرب المبادئ الأساسية للحوار القطاعي”.
وعليه فقد قرر المكتب التوقف عن حضور أي جلسات حوار مع الوزير أو مع ممثلي الوزارة قبل تسليم الوزارة مسودة النظام الأساسي.
وتقرر أيضا استئناف البرنامج النضالي في مرحلته الثانية بالدعوة لخوض إضراب وطني لمدة 48 ساعة يومي 14 و 15 يونيو 2023 مع تنظيم وقفة احتجاجية في اليوم الأول من الاضراب ابتداء من الساعة العاشرة صباحا أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
ودعا المكتب الوطني جميع الموظفات والموظفين في القطاع إلى الانخراط بقوة وبكثافة في الجزء الثاني من البرنامج النضالي الذي سطر من قبل المجلس الوطني المنعقد يوم 04 فبراير 2023، حتى تحقيق كل المطالب العادلة والمشروعة وعلى رأسها إخراج نظام أساسي عادل ومنصف يحفظ حقوق الموظفين بالقطاع.
ويدعو الوزارة إلى تحمل مسؤوليتها تجاه الموظفين ويحثها على العمل بجدية على تلبية مطالبهم العادلة، ويذكرها أن لا سبيل لإقرار أي إصلاح لمنظومة التعليم العالي بدون اصلاح أوضاع الشغيلة كما يؤكد المكتب الوطني على اعتزازه وفخره بما بذله المناضلون والمناضلات من جهود لتفعيل الجزء الأول من برنامجنا النضالي، ويدعوهم مرة أخرى للمزيد من رص الصفوف والتعبئة من أجل خوض الجزء الثاني من هذا البرنامج وبعث رسالة واضحة للوزارة مفادها أن لا مساومة على حقوق شغيلة القطاع، ولا توقف للنضال والتصعيد إلا بتحقيق كل مطالب الموظفين ولا استئناف للحوار بدون احترام مبادئ الحوار القطاعي وتسليم مشروع النظام الأساسي في أقرب الآجال.
البيجيدي– انعقد الاجتماع العادي للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، يوم السبت 07 ذو القعدة 1444 هـ موافق 27 ماي 2023م، برئاسة الأمين العام للحزب الأستاذ عبد الاله ابن كيران، الذي عبر في كلمته الافتتاحية عن سعادته بالدينامية التصاعدية التي يعرفها الحزب، بعد حوالي سنة ونصف من المؤتمر الوطني.
ونوه في هذا الصدد بحجم الإقبال على أنشطة الأبواب المفتوحة التي نظمها الحزب بفاس ومهرجانها الختامي الذي شهد حضورا متميزا ومن شرائح مختلفة من ساكنة فاس، وهو ما يفند اعتقاد خصوم الحزب والوطن بأن القوى الحية قد تم وأدها بعد انتكاسة 8 شتنبر، وأنه بإمكانهم الاستفراد والاستحواذ على خيرات البلد ومؤسساته واستباحة أمواله العمومية دون حسيب أو رقيب.
ودعا في هذا الصدد هيئات الحزب في باقي جهات المملكة إلى أن تحذو حذو هذه الأبواب وأن تستثمر هذه الانتعاشة التي تعرفها مختلف المناطق وإن بشكل متفاوت، كما دعا أعضاء الأمانة العامة ومسؤولي الحزب وعموم مناضلي ومناضلات الحزب إلى دعم ومواصلة هذه الدينامية التواصلية والقيام بأدوارهم الدستورية في تأطير المواطنين والمواطنات والدفاع عن قضايا المواطنين والوطن والأمة، والقيام بالواجب في ظل تفلت الحكومة وتجرؤ بعض مكوناتها على التصريح بتغيير تاريخ الأمة المغربية، وهو أمر لم يسبق أن تجرأ عليه أحد من قبل وينبغي التصدي له ومواجهته.
بعد ذلك، تم الاستماع إلى تقارير حول العمل النيابي ومستجدات العمل الحكومي، وتقديم الإخبارات المتعلقة بأنشطة الحزب وبرنامج عمله خلال الأسابيع المقبلة، وتلا ذلك نقاش مستفيض حول العمل البرلماني والحكومي والأوضاع والمستجدات والتحديات السياسية الوطنية والدولية وما يستلزم ذلك على الحزب من واجبات ومن مواقف.
وانتقدت الامانة العامة للحزب رفض الحكومة دعم المستهلك ودعم الكسابة ومربي المواشي لتشجيع الإنتاج الوطني، واختيارها دعم وتسهيل الاستيراد، وهو ما ينذر إذا ما واصلت الحكومة هذه السياسة بفقدان المغرب للإنتاج الوطني من الأبقار والأغنام وتعويضه بالاستيراد الميسر بالإعفاءات وبالدعم المالي، وهو نفس الطريق الخطير الذي أدى للأسف إلى تراجع الإنتاج الوطني من الحبوب والاعتماد على الخارج وتهديد أمننا الغذائي.
وعلى إثر هذا النقاش، تؤكد الأمانة العامة للحزب على المواقف التالية:
تستنكر الأمانة العامة بقوة الحملات المغرضة من الخارج ومن الداخل والتي تهدف إلى المس برموز المملكة ومؤسساتها وهويتها وثوابتها وتاريخها، وتدعو عموم المواطنين والمواطنات إلى الانتباه إلى مراميها الخطيرة والخبيثة ومواجهتها بالالتفاف وراء جلالة الملك حفظه الله، أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين، باعتباره وحده، بعد الله سبحانه وتعالى، بما يجمع بينه وبين المواطنين من روابط البيعة الشرعية ومقتضيات الدستور، هو رمز وحدة الأمة، وضامن دوام الدولة واستمرارها، واستقلال البلاد وحوزة المملكة، وصيانة الحقوق والحريات وترسيخ الاختيار الديمقراطي.
تنوه بقرار محكمة الاستئناف بلندن الصادر يوم 25 ماي 2023، المؤيد للقرار السابق للمحكمة الإدارية، والذي رفض بشكل نهائي الاستئناف الذي سعت من خلاله جهات داعمة للانفصاليين إلى إبطال اتفاقية الشراكة بين المغرب وبريطانيا بدعوى شمول مجال تطبيقها للأقاليم المغربية الصحراوية المسترجعة، وهو قرار جديد في مسلسل الإخفاقات المتتالية لهذه الجهات المعادية لوحدتنا الترابية ولعدالة قضيتنا الوطنية الأولى.
في إطار الموقف المبدئي للحزب الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني، تثمن الأمانة العامة رفض المجموعة النيابية للعدالة والتنمية بمجلس النواب للعضوية فيما سمي “لجنة الصداقة البرلمانية المغربية – “الإسرائيلية””، وموقفها من كونها غير معنية قطعيا بهذه اللجنة، وترفض رفضا قاطعا الزيارة المبرمجة لرئيس الكينيست بالكيان الصهيوني للبرلمان المغربي، كما تستهجن وترفض وقاحة ممثل الكيان الصهيوني بتوجيه الدعوة للمجموعة النيابية للحضور فيما سماه “الاحتفال بذكرى قيام هذا الكيان المحتل”، والتي لا تمثل إلا ذكرى النكبة والاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين وتشريد الشعب الفلسطيني الشقيق والمتواصل إلى اليوم.
تجدد تنبيهها لخطورة حالة الارتباك التي تعيشها الحكومة وعجزها على مواجهة الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها فئات كبيرة من المجتمع ولاسيما الفقيرة والهشة منها، الارتباك والعجز اللذان لم يعودا يخفيان على الرأي العام الذي يكتوي منذ مدة طويلة بنار غلاء الأسعار، وهو ما كشفه أيضا الحزب السياسي الثاني في الحكومة في بيان يدعو فيه رئيس الحكومة إلى “الحرص على تكثيف التواصل الداخلي الناجع بين القطاعات الحكومية، والحوار الفعال مع وزراء هذا الحزب”، وينبهه إلى “أهمية تعميق التواصل الخارجي ما بين الحكومة والمواطنين، والتواصل المكثف لكافة أعضاء الحكومة…”، وهو بيان يكشف حقيقة الانسجام الذي تدعيه الأغلبية وحالة التخبط داخل الحكومة، وهو ما سبق ونبهت إليه الأمانة العامة للحزب في مختلف بلاغاتها والمجموعة النيابية، كما يذكر برسائل وتنبيهات أحزاب المعارضة في البرلمان والتي قابلها للأسف رئيس الحكومة وحزبه بالمكابرة والتشنج والتهجم والتهرب من المسؤولية.
تستغرب التخبط الكبير الذي يطبع تنزيل الحكومة للهندسة اللغوية بالمنظومة التعليمية، وسعيها لفرض هندسة لغوية خارج الإطار الدستوري والقانوني، وهو ما يتجلى من جهة في إحالتها لمشروع المرسوم المحدد للهندسة اللغوية على المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، وفرضها من جهة أخرى للأمر الواقع الذي يكرس هيمنة اللغة الفرنسية كلغة للتدريس، واعتماد مذكرة لتعميم تدريس اللغة الإنجليزية في السلك الإعدادي في خطوة محدودة ودون المطلوب لا من حيث الموارد البشرية المؤهلة ولا من حيث حجم الزمن المخصص، وتدعوها في هذا الإطار إلى تبني هندسة لغوية منسجمة مع أحكام الدستور باعتماد اللغة العربية كلغة للتدريس، بما يعالج الاختلالات والصعوبات الكبيرة التي يعاني منها المتعلمون والتي برزت بشكل واضح في الترتيب المتدني لمنظومتنا التعليمية، بالإضافة إلى الانفتاح على اللغات الأجنبية وبالأساس اللغة الإنجليزية.
تنبه إلى الإشكاليات الدستورية والديمقراطية التي يطرحها نزوع الحكومة إلى الحلول السهلة في توفير التمويل لمجموعة من البرامج والمشاريع المتوقعة وغير الطارئة من خلال لجوئها المتكرر لتصحيح أخطائها في التقدير والتوقع وضعفها في البرمجة المالية إلى مراسيم لفتح اعتمادات إضافية وتهربها من اعتماد الطريق الصحيح دستوريا وسياسيا وقانونيا من خلال قوانين المالية المعدلة، وذلك بالرغم من صوابية وسهولة هذا الطريق ومن توفرها على أغلبية عددية كبيرة بالبرلمان.
تؤكد أن المرسوم الأخير الذي اعتمدته الحكومة يوضح بما لا يدع مجالا للشك هذا الارتباك ويؤكد ضعف التوقع والبرمجة، وذلك لكون الحكومة وهي تفتح اعتمادات إضافية بمبلغ 4 مليار درهم لفائدة المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، و3.3 مليار درهم لمعالجة آثار التضخم دون توضيح كيفيات صرف وتخصيص هذا الدعم، فهي إنما تعالج خطأها في التقدير واعتمادها، رغم تنبيهات المعارضة، لنسبة تضخم غير واقعية لا تتجاوز 2%، وهي كذلك وهي تفتح اعتمادات إضافية بمبلغ 1.5 مليار درهم لتغطية النفقات الإضافية التي يتطلبها تنزيل البرنامج الوطني للتزود بالماء الصالح للشرب ومياه السقي 2020-2027؛ بعد التوجيهات الملكية خلال جلسة العمل التي ترأسها جلالة الملك يوم الثلاثاء 9 ماي 2023 لمتابعة البرنامج الوطني لإمداد مياه الشرب والري، و1.2 مليار درهم لدعم قطاع السياحة، إنما تستدرك وتصحح ضعفها في التوقع وسهوها عن برمجة الاعتمادات المالية اللازمة في قانون المالية السنوي لفائدة برامج ومشاريع قطاعية أكدت الحكومة غير ما مرة أنها ذات أولوية لها، بل وتصرح بأنها وقفت بخصوصها على تأخر الحكومات السابقة وتعطيلها لمجموعة من المشاريع ولاسيما فيما يتعلق بقطاع الماء، وأنها قامت بما يلزم لتسريع هذه المشاريع ولتدارك هذا التأخر، وهو ما يكذبه عدم برمجتها للاعتمادات المالية لهذه المشاريع في قانون المالية، واضطرارها لتدارك ذلك بفتح الاعتمادات المالية بمرسوم.
تثمن البرنامج الاستعجالي لدعم الفلاحين، الذي تم اعتماده تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، بغلاف مالي يقدر ب 10 ملايير درهم، لدعم الأعلاف المخصصة للمواشي والدواجن؛ ودعم المواد الأولية الفلاحية، وتعزيز قدرات تمويل القرض الفلاحي للمغرب من أجل الرفع من تدخله في مواكبة الفلاحين؛ إضافة إلى تخصيص اعتمادات مالية لاستيراد القمح اللين، لضمان التزويد العادي للسوق، وتدعو الحكومة إلى الحرص على بلوغ الدعم لمستحقيه بما يحقق أهدافه ومراميه الاجتماعية.
تنبه الحكومة إلى كون الإجراءات التي اعتمدتها لتسهيل استيراد الأبقار وأضاحي العيد بهدف توفيرها وخفض أسعارها، من خلال وقف استيفاء رسوم الاستيراد، و”الإعفاء” دون سند قانوني، من الضريبة على القيمة المضافة عند الاستيراد، بالإضافة إلى صرف دعم مالي لمستوردي الأغنام مقداره 500 درهم عن كل رأس مستورد، يطرح إشكاليات كبيرة حول طبيعة وآثار هذا الدعم على الإنتاج الوطني من المواشي، بالإضافة إلى إشكاليات دستورية وقانونية:
ومن جهة أخرى، وإذا كان وقف استيفاء رسوم الاستيراد يجد له سندا قانونيا في الدستور وفي مدونة الجمارك وفي قانون المالية السنوي، فإن “الإعفاء” الذي منحته الحكومة من الضريبة على القيمة المضافة عند الاستيراد، لا يتوفر على أي أساس دستوري أو قانوني ويدخل ضمن الإعفاءات التي لا يسمح قانون المالية للحكومة بمنحها، وبالتالي فإن القرار الوزاري بتحمل الميزانية العامة لهذه الضريبة يعتبر منح إعفاء دون إذن تشريعي وهو ما يخالف مقتضيات الدستور والقانون التنظيمي لقانون المالية وقانون المالية السنوي، وكان على الحكومة أن تلجأ إلى قانون المالية المعدل لإقرار هذا الإعفاء باعتباره أمرا تشريعيا خالصا ولا يجوز نهائيا من خلال قرار وزاري.
تستغرب مرة أخرى عودة أعضاء رئيس الحكومة وبعض من أعضائها بطريقة متكررة وغير مسبوقة ومن خلال مقارنات خاطئة وغير مسؤولة مع الحكومات السابقة، والتي كان آخرها ما ورد في جواب الوزير المنتدب في الميزانية بمجلس المستشارين بكون ما سيكلفه الحوار الاجتماعي في متمه سنة 2024 سيبلغ 14 مليار درهم، “وأنه يفوق المبلغ الذي خصص لثلاثة حوارات اجتماعية على الأقل في ثلاث ولايات حكومية سابقة”، ودعوتها للحكومة إلى توخي الدقة والموضوعية والصدقية في الأرقام والأحكام.
تذكر في هذا الصدد أن حكومة العدالة والتنمية في الولاية الأولى، ووفاء منها باتفاق 26 أبريل 2011، أدت ابتداء من 2012 مبلغا سنويا يبلغ مجموعه 16,2 مليار درهم، منها 13,2 مليار درهم سنويا برسم الزيادة العامة في أجور الموظفين والمستخدمين، و3 مليار درهم سنويا برسم رفع الحصيص السنوي للترقي إلى %33 وتحديد سقف الانتظار في أربع سنوات للترقية بالاختيار، وذلك بالرغم من عجز الميزانية الكبير الذي ورثته الحكومة آنذاك والذي بلغ نسبة 7,6% من الناتج الداخلي الخام سنة 2012، وأن حكومة العدالة والتنمية في الولاية الثانية خصصت للقطاع العام، ابتداء من 2019 مبلغا سنويا يبلغ 8 مليار درهم لتحسين الدخل بالزيادة العامة في أجور الموظفين والمستخدمين في إطار اتفاق 25 أبريل 2019.
تنبه الأمانة العامة إلى أنه وفي الوقت الذي مازال الرأي العام ينتظر تنفيذ الوعد العلني بنشر نتائج التحقيق وتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات الإدارية والقانونية والقضائية في قضية تدبير ملف تذاكر مباريات المنتخب الوطني بمونديال قطر، يلاحظ تنامي ظاهرة اختلاط السياسة والحزبية بالرياضة، وتحذر من خطورة هذا الخلط غير السوي على المكتسبات التي حققتها بالدرجة الأولى كرة القدم ببلادنا وكذا باقي الرياضات، وتدعو إلى القطع مع هذه الممارسات وتكريس الحكامة الجيدة ومحاربة الفساد والريع وعدم استغلال الرياضة في أغراض وأجندات حزبية لا تفيد لا الرياضة ولا السياسة.
تنبه الأمانة العامة إلى حجم التسيب الذي يطبع عملية التعيين في المناصب العليا على مستوى المجلس الحكومي وحملة التعيينات المتتالية التي تتم كل أسبوع وبالجملة وضدا على مبادئ المشروعية والشفافية والكفاءة والجدارة، ويستغرب سكوت الصحافة والإعلام على هذه التعيينات في الوقت الذي كانت تقيم الدنيا ولا تقعدها بدون وجه حق حول التعيينات في الولايات السابقة، بالرغم من كونها كانت تتم وفق معايير الشفافية والكفاءة والاستحقاق.
وإذ تذكر الأمانة العامة بأهمية ملف محاربة الفساد وبضرورة إعمال مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وتؤكد على الأدوار الهامة التي ينبغي أن يضطلع بها المجلس الأعلى للحسابات للمساهمة في تدعيم وحماية مبادئ وقيم الحكامة الجيدة والشفافية والمحاسبة، بالنسبة للدولة والأجهزة العمومية، إلا أنها تستغرب كون المجلس أصبح يركز ويهتم فقط ويختزل هذا الملف الحيوي في علاقته بالأحزاب السياسية وبالمنتخبين، دون غيرهم من المسؤولين المعينين على مستوى السلطات المركزية والترابية ومختلف الإدارات والمؤسسات والأجهزة العمومية.
وتنبه إلى كون هذه المنهجية الانتقائية، وبالإضافة لكونها تغفل مخاطر كبيرة في مجال التدبير العمومي والأموال العمومية لكون الميزانيات والاختصاصات المخولة للأحزاب السياسية والمنتخبين تبقى ضعيفة جدا بالنظر للميزانيات الضخمة والاختصاصات الكبيرة المخصصة للمسؤولين المعينين مركزيا وترابيا، فإنها تعطي الانطباع بأن الفساد مرتبط فقط بالأحزاب السياسية وبالمنتخبين، وأن باقي المسؤولين يتمتعون بحصانة، وهي منهجية وبقدر ما تكثر مخاطر الفساد وهدر الأموال العمومية، فإنها تساهم في تبخيس العمل السياسي والحزبي وصرف المواطنين عن الانخراط في تدبير الشأن العام.