قبل وفاتها بساعات..آخر رسالة للناشطة الحقوقية التونسية “لينا بن مهني”

نشرت الناشطة الحقوقية التونسية “لينا بن مهني” التي وافتها المنية صباح يوم الاثنين 27/01/2020 بعد صراع مع المرض رسالة على صفحتها الرسمية بالفيسبوك قبل وفاتها بساعات وهذا نصها:

“نحن شعب لا يتعظّ من ماضيه و لا يحفظ دروس التاريخ و كأنّني بنا شعب قصير الذاكرة أو دعوني أقول معدوم الذاكرة …تستهوينا بعض عروض التهريج في مجلس النواب فنصفّق لأصحابها و نعتبرهم من التقدميين و من المصلحين و ننسى عبثهم و فسادهم و قمعهم و حتى عنفهم …أنا ضدّ العنف و ممارسة العنف مهما كان مأتاه و مهما كانت الجهة التي يوجّه ضدّها العنف فالعنف مرفوض في كلّ الحالات. و ما تمارسه نائبة الدستوري الحر في المجلس عنف كان جوابه العنف و من يرفض العنف يرفضه على نفسه و على غيره .

من تدّعي رفضها للعنف تربت على ممارسة العنف فعلى سبيل المثال و حسب ماورد في تقرير هيأة الحقيقة و الكرامة في صفحتيه 152-153،وقع مكافأة عبير موسي التي تميزت بالاعتداء على زملائها خلال الجلسات العامة (مثلما حدث مع الاستاذ محمد عبو ) الخ يمكنكم الاطلاع على التقرير و الذي تصاحبه وثائق .

فعيب على من ذاق العنف و تعرّض للتهديد أن يصطفّ مع من تمرّس في ممارسة العنف و خرج علينا يدّعي أنّه ضحية و مورس عليه العنف .

عيب أن نشجّع مثل هذه الممارسات و نستغرب من ردّة فعل عائلات شهداء و جرحى لم تنشر قائماتهم الرسمية الى اليوم . عيب أن تصول و تجول السيدة النائبة في البرلمان بفضل دمائهم و تنكر حدوث الثورة .

طبعا أعيدها لست مع الاعتداء عليها بالعنف ( ان ثبت ) و لكن لست مع تأليهها و شكرها و تكريمها .

من تدّعي الحداثة لم تقدّم موقفا مشرّفا فيما يخصّ المساواة و الحريات الفردية ,هذا بالاضافة الى كونها ابنة نظام دكتاتوري فاشيّ أرهبنا لاكصر من عقدين متتاليين .
من تدّعي انّها بنت بورقيبة لم تدافع عن بورقيبة يوما , وقت وجب الدفاع عنه .

هذا من جهة و هناك من جهة أخرى من يحاول تقديم حركة النهضة كحزب ثوريّ , متناسيا ما عشناه و نعيشه منذ زمن الترويكا من عنف و من دماءو اغتيالات . النهضة يا سادتي من الاحزاب التي كرست الفساد في تونس على الاقل من خلال مصادقتها على قانون المصالحة حتى لا ادخل في تفاصيل أخرى . النهضة و نوابها المتباكون على دماء الشهداء و جرحاها في الفترة الأخيرة هم من أكثر من تلاعب بهذا الملف ولن أعود الى تفاصيل اعتصام الجرحى في وزارة حقوق الانسان يوم كان ديلو وزيرا , و لن أعود على من ترأس و يترأس لجنة شهدء و جرحى الثورة في مجلس النواب …الأحزاب الثورية لا تفرض ايديولوجياتها بالعنف و بروابط حماية الثورة و بتزييف التاريخ و لا تحاول أن تفرض قيودها على الحريات الخاصة و العامة … الأحزاب الثورية لا تتماهى في ر قصات محمومة مع بقايا الدكتاتورية بأنواعها .

فلا الدستوري الحرّ حزب تقدّمي و لا النهضة حزب ثوريّ .فلا تنخدعوا بالتهريج و بالمسرحيات . من شبّ على شيء شاب عليه .” تقول المرحومة.

مرفق :  المنشور الذي نشرته الفقيدة على حسابها بالفيسبوك

عن (وكالة المصدر تونس)