أعلنت “جبهةُ البوليساريو” خلال الأيام القليلة الماضية، أنها قررت تعليق “اتصالاتها” بالحكومة الإسبانية الحالية، وذلك بسبب الموقف الذي أعلنت عنه بخصوص دعم مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب منذ 2007، واعتبارها حلا جديا و واقعيا للنزاع حول الصحراء المغربية.
تزامنا مع هذه الأحداث، قال رئيسُ المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان؛ محمد سالم عبد الفتاح، “إن إقدام جبهة البوليساريو على الإعلان عن تعليق اتصالاتها بالحكومة الإسبانية الحالية، يُعَد إجراءً لا أثر له على أرض الواقع، نظرا لغياب أي علاقات رسمية بين الجانبين، مُضيفا، “فإسبانيا لم يسبق أن اعترفت بالدولة المعلنة من جانب واحد من طرف جبهة البوليساريو، ولم تُقِــمْ معها أي علاقة دبلوماسية، كما لم تتبادل معها السفراء”.
وأضاف المتحدث ذاته، “أن كل الاتصالات الرسمية حول وضع مخيمات تيندوف تتم عبر سفارة الجزائر باعتبار الدولة الجزائرية هي المسؤولة وبشكل قانوني عن تلك المخيمات، متابعا “في حين أن الجبهة لا تتوفر في مدريد سوى على مكتب مسجل كمنظمة وليس كجهة رسمية خارجية، ومسؤولوها يلوجون إسبانيا بجوازات سفر جزائرية وفي كثير من الأحيان تمنحهم الجزائر جوازات دبلوماسية”.
في ذات السياق، يرى محمد سالم عبد الفتاح، “أنه في حال كانت جبهة البوليساريو تنوي عرقلة الدعم الإنساني الذي تخصصه جهات رسمية ومدنية إسباينة لمخيمات تيندوف، في مقدمتها الوكالة الإسبانية للتعاون، فسيكون المتضرر من ذلك هم قاطنو تلك المخيمات وليس إسبانيا، رغم أن الأخيرة لا تتعامل سوى مع الجهات الجزائرية المعترف بها بشكل رسمي بخصوص تدبير المخيمات، وفي مقدمتها الهلال الأحمر الجزائري الذي يعكف على تَحويل المساعدات إلى البولساريو.