النشيد الوطني الجزائري في ملكية فرنسا و”الجنرالات” يدفعون المال للاستماع إليه

يعتقد الكثير من الجزائريين، أن نشيدهم الوطني، والذي كتب كلماته الشاعر العظيم مفدي زكريا، أنه في ملكيتهم، وأن إطلاقه في المناسبات الرسمية لا يكلف الدولة أي شيء، نظرا لأن بلادهم تملك حقوق نشره واستخدامه في أي وقت.

وبدأ اعتماد قصيدة “قسما بالنازلات الماحقات”، الذي كتبها مفدي سنة 1956، كنشيد وطني رسمي للجزائر، في 1963، أي بعد استقلال البلاد من الاحتلال الفرنسي، لينطلق الآباء في تعليمه لأبنائهم وهكذا، إلى يومنا هذا، ولكن ما لا يعرفه كثيرون من أفراد الشعب الجزائري، أن الدولة، بقيادة الجنرالات، تدفع المال لفرنسا من أجل إطلاق النشيد الوطني في المناسبات الرسمية.

ومعروف أن نشيد مفدي لحنه الملحن المصري المعروف وقتها، محمد فوزي، وقدمه هدية للشعب الجزائري، ولكن الذي لا يعلمه الغالبية، هو أن حقوق نشره تلكها المؤسسة الفرنسية SACEM، والتي كانت تحمي حقوق المقاطع الموسيقية المصرية في تلك الفترة.

ولا تستطيع الدولة الجزائرية برؤسائها المتعاقبين، استخدام نشيدها الوطني، مطلقا، بدون إذن من الشركة الفرنسية مالكة الحقوق، والتي تتلقى أموالا طائلة سنويا، من أجل منح الضوء الأخضر، للجنرالات كي يطلقوا النشيد في المناسبات الرسمية.