قريشي.. المجتهد المحظوظ الذي سكن قلوب الجزائريين

لم يتعود الجزائريون على رؤية لاعبين مزدوجي الجنسية، يدافعون عن ألوان “الخضر”، غير أن سنة 1980 حملت الجديد، بعد أن فضل الشاب الواعد وقتها، القادم من الشمال الفرنسي، نور الدين قريشي، الدفاع عن قميص “محاربي الصحراء”، بدل اللعب في صفوف منتخب “الديكة”.

قريشي الذي ينحدر أصل والده من ولاية مستغانم، ولد سنة 1954 في بلدية أوستريكور الفرنسية، وبدأ مسيرته الكروية مع فريق الشباب بنادي بويسي وبعدها انتقل لمانتوا الممارسان في دوري الدرجة الرابعة، قبل أن تلفت موهبته واجتهاده في الدفاع أنظار كشافي فالينسيان، ويخطفوه سنة 1981، حيث لعب مع الفريق 109 مباراة، ورغم أن اللاعبين في مركزه ليسوا مطالبين بهز شباك الخصوم، إلى أن نورالدين نجح في الوصول لمرمى منافسيه في 11 مناسبة مع “الأثينيون”.

حظ قريشي لم يتوقف عند كونه أول أول لاعب مزدوج الجنسية يحمل قميص الجزائر، فقد التقى في تشكيلة “الخضر” وقتها، مع ثلة من أبرز لاعبي “محاربي الصحراء” عبر التاريخ، يتقدمهم رابح ماجر ولخضر بلومي، ليصنع نورالدين معهم تاريخا جديدا لبلاده، ليدخل قلوب الجزائريين من باب واسع، بعد أن تمكن رفقة زملائه من التأهل لنهائيات كأس العالم سنة 1982 بإسبانيا لأول مرة في تاريخهم.

في كأس العالم فاجأ قريشي ورفاقه العالم بعد أن تغلبوا في المباراة الأولى على ألمانيا الغربية القوية بهدفين مقابل هدف، لينهزموا في ثاني اللقاءات قبل أن يعودوا في ختام الدور الأول ويحققوا الفوز على تشيلي، غير أن مؤامرة منتخبي ألمانيا والنمسا، الذين اختارا التعادل للتأهل معا، أطاحت بمحاربي الصحراء. في سنة 1986 شارك نور الدين مع “الخضر”، من جديد في كأس العالم غير أنهم ودعوا المسابقة من الدور الأول بعد تحقيقهم لنقطة وحيدة.

بعد اعتزال قريشي سنة 1987، اتجه للتدريب، حيث أشرف على فريقه السابق مانتوا في فرنسا، ليعود من جديد للمنتخب الجزائري، من بوابة العارضة الفنية، بعد أن تولى دور مساعد المدرب، خلال حقبة إشراف البوسني وحيد خليلوزيتش، على “محاربي الصحراء”، في الفترة الممتدة بين سنتي 2011 و2014.
ومن جديد واصل الحظ الممزوج بالاجتهاد والمثابرة، مرافقة قريشي، لينجح رفقة المدرب خليلوزيتش، وكتيبة مميزة من اللاعبين، في التأهل لمونديال 2014 بالبرازيل، والتألق في النسخة، حيث نجح “الخضر” في التأهل للدور الثاني لأول مرة في تاريخهم، قبل أن يودعوا المسابقة بطريقة “دراماتيكية” على يد ألمانيا، بطلة المنافسات لاحقا، بنتيجة 2-1، بعد التمديد لوقتين إضافيين، ليكون قد تواجد مع “محاربي الصحراء” بكأس العالم، في ثلاث مناسبات.