تعيش ليبيا حالة من الانقسام السياسي المستمر يعرقل تشكيل حكومة جديدة، مما يؤثر على عملية الانتخابات المقبلة ويعزز حالة عدم اليقين والتردد في البلاد،وفقًا لما ذكره عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، محمد معزب، فإنه لم يتم الاتفاق على خارطة طريق جديدة للانتقال السياسي وتشكيل حكومة جديدة بين مجلسي النواب والأعلى للدولة، على عكس ما تناقلته بعض وسائل الإعلام.
و تتمثل جذور الأزمة في الخلافات والتنافسات بين الحكومتين المتنافستين في ليبيا، إحداهما برئاسة وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا والأخرى حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة. وعلى الرغم من المساعي المبذولة للتوصل إلى توافق سياسي، فإن الخلافات المستمرة بشأن القوانين الانتخابية وتشكيل الحكومة الجديدة تعطل عملية التقدم نحو الانتخابات.
و في هذا السياق، أعلن رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، خالد المشري، أنه سيتم إصدار خارطة طريق تنبثق منها حكومة جديدة وقوانين انتخابية خلال الأسبوع المقبل. ولكن عضو المجلس الأعلى للدولة، محمد معزب، نفى هذه الأنباء وأكد أنه لم يتم الاتفاق بشكل رسمي على ضرورة تشكيل حكومة جديدة قبل الانتخابات.
وتعتبر قضية تشكيل الحكومة الجديدة والتوصل إلى توافق سياسي أمرًا حاسمًا لنجاح الانتخابات المقبلة في ليبيا وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني في البلاد. إذ من المهم أن يتم تشكيل حكومة تمثل جميع الأطراف وتعمل على تلبية احتياجات الشعب الليبي وتعزيز عملية الانتقال الديمقراطي.
وفي ظل استمرار الأزمة السياسية وتأخر تشكيل الحكومة الجديدة، يزداد القلق بشأن استقرار ليبيا وتأثير ذلك على الحياة اليومية للمواطنين. ويعزز هذا الوضع حالة عدم اليقين والتردد في البلاد، ويعرقل الجهود المبذولة للانتقال إلى مرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية.
بشكل عام، فإن التحديات السياسية الراهنة في ليبيا تستدعي الحوار والتفاوض والتوافق بين جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك المجتمع الدولي، للتوصل إلى حل سياسي شامل يسهم في استعادة الاستقرار والتقدم في البلاد. فقط من خلال التعاون والتضامن يمكن لليبيا تجاوز هذه الأزمة السياسية المستمرة والسعي نحو مستقبل أفضل للجميع.
المصدر : صحافة بلادي