صحيفة فرنسية: “الجزائر لا تمتلكُ الوسائل لتقديم بديلٍ للغاز الروسي”

الغاز- أفادت وسائل إعلام، أن الجزائر لن تتمكن من تغطية الحاجة الأوربية من الغاز، كما أنها لا تمتلك الوسائل الكافية لتصبح بديلا لأهم موردي الغاز في العالم المتمثل في روسيا، رغم حربها على أوكرانيا.

وكشفت صحيفة “جون أفريك” الفرنسية واسعة الإنتشار، في حوار بعنوان “الجزائر ليس لديها الوسائل لتقديم بديل للغاز الروسي”، مع الخبيرة المتخصصة في علاقات روسيا بالعالم العربي، عدلين محمدي، المديرة العلمية لمركز الأبحاث الإستراتيجية “AESMA”، تفكك فيه العلاقات بين الجزائر وموسكو، كما تجيب عن تساؤلات من قبيل ما إن كان بإمكان الجزائر أن تلعب دورًا سياسيًا واقتصاديًا في سياق أزمة النفط والغاز التي سببها الهجوم الروسي على أوكرانيا.

وفي سياق مرتبط بالموضوع، أكدت عدلين محمدي، في حوارها مع الصحيفة المذكورة، على أنها “لن تذهب إلى حد القول إن الجزائر وروسيا حليفان”، مشيرة إلى أن “كلتا الدولتين تدعيان سياسات خارجية مرنة إلى حد ما”، وأضافت أن “الشراكة بين الجزائر وموسكو تظل مركزة بشكل أساسي على تجارة الأسلحة”.

وأكدت المتحدثة ذاتها، خلالها إجابتها عن سؤال إمكانية لعب الجزائر دورًا في حرب الغاز الجارية حاليًا في أوروبا دون تنفير شريكها الروسي، بقولها إن “الجزائر تحافظ على علاقات جيدة مع باريس وواشنطن، لكن في مواجهة الإنتاج المحدود والطلب المحلي القوي”.

وأشارت الخبيرة إلى أن الجزائر “لا تملك بالضرورة الوسائل لعرض نفسها كبديل لروسيا من حيث صادرات الغاز، حيث كانت هذه الصعوبة معروفة بالفعل قبل الحرب في أوكرانيا”.

كما أوضحت أن “الجزائر تحاول منذ عدة سنوات جذب الإستثمار الأجنبي، لا سيما لاستكشاف احتياطيات جديدة، وهذا يتطلب إطارًا قانونيًا أكثر ملاءمة للشركات الأجنبية (2019) و خطابًا سياسيًا يدعو صراحة الشركات الأمريكية للإستثمار في قطاع الهيدروكربونات في الجزائر، وهو ما أوضحه وزير الطاقة الجزائري في شهر أبريل الماضي خلال لقائه بالسفير الأمريكي بالجزائر”.

وقالت المتحدثة ذاتها، أن “واقع العلاقات بين البلدين تتعلق في المقام الأول بالتسلح، فخلال الفترة 2015-2019، كانت الجزائر ثالث أكبر مشتر للأسلحة من روسيا، بعد الهند والصين، حيث تمثل الجزائر حوالي نصف مبيعات الأسلحة الروسية في القارة الأفريقية”. موضحة أنه في القطاعات الأخرى، هناك نقطتان تستحقان تسليط الضوء عليها: ويتعلق الأمر بـ العلاقات التجارية محدودة والجزائر تصدر القليل إلى روسيا (أقل من جيرانها تونس والمغرب)، فلعدة سنوات، تم إغواء الجزائر – مثل البلدان الأخرى – بالقمح القادم من البحر الأسود، الذي من المفترض أن يحل محل القمح الفرنسي، لكن استيراد هذا القمح اليوم تعرض للخطر بسبب الحرب”.

وتابعت كلامها، “هذا يتزامن مع توترات روسية أمريكية ناجمة عن رغبة واشنطن في تثبيت درع مضاد للصواريخ في بولندا، واليوم، التوترات أكبر، لكن المقارنة بين الحالتين مغرية، إذ أن الخوف من التهميش في أوروبا يدفع روسيا إلى إظهار نوع معين من التطوع الدبلوماسي في مناطق أخرى من العالم”.

وختمت الخبيرة في العلاقات الروسية العربية بقولها حسب المصدر، “أن توطيد العلاقات الدبلوماسية والزيارات الرسمية التي يقوم بها النظام الجزائري، تضفي شرعية خارجية تهدف إلى التعويض عن الخلافات الداخلية، وهي طريقة لشكر الدول التي لا تدير ظهرها لروسيا رغم تحركاتها في أوكرانيا”.