الجزائر تبلع لسانها وتتراجع عن تصريحات تبون الأخيرة من موقف مدريد في قضية الصحراء المغربية

عبد المجيد تبون- اعتبرت الجزائر عبر وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية، اليوم الجمعة 29 أبريل 2022، أن وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، “لم يفقه دقة تصريحات” رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون عندما أدلى ألباريس مؤخرا بتصريح يرد فيه على تبون الذي انتقد بحدة موقف مدريد الأخير من قضية الصحراء المغربية.

وحسب الوكالة المذكورة نقلا عما وصفتهم بملاحظين تحدثوا إليها، أن الوزير الإسباني لم يفهم كلام عبد المجيد تبون عندما تطرق إلى الخلاف القائم بين الجزائر وإسبانيا، ووجه أصابع الاتهام إلى “المغامرة” التي أقدم عليها رئيس الحكومة الاسبانية، بيدرو سانشيز، لاسيما بعد التغير المفاجئ بخصوص ملف الصحراء المغربية.

وحسب المصدر، فإن عبد المجيد تبون “قد وضح موقف البلاد اتجاه اسبانيا من خلال تجديد التأكيد على العلاقات الوثيقة بين البلدين وتأسف للموقف الجديد الذي عبر عنه رئيس الحكومة الإسبانية، الذي لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يعكس موقف الشعب الاسباني أو موقف الملك فيليب السادس، الذي لم يشر إليه رئيس الجمهورية الجزائرية قط، بل بالعكس تماما”.

وحاولت الجزائر عبر الوكالة المشار إليها أعلاه، الإشارة إلى أن تبون، خلال التصريح الذي أدلى به مؤخرا، لم يكن انتقاده موجها لإسبانيا أو الشعب الإسباني أو لملكها، بقدر ما كان انتقادا موجها إلى رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز وحده، وهو الأمر الذي لم يفهمه، حسب وكالة الأنباء الجزائرية، رئيس الديبلوماسية الإسبانية خوسي مانويل ألباريس.

اسبانيا ترد على تهديدات الجزائر…الغاز المتدفق نحو المغرب ليس قادما من الجزائر

وأكدت إسبانيا أمس الخميس 28 أبريل الجاري، أنّ الغاز الذي ستنقله إلى المملكة المغربية لن يأتي من الجزائر، بعدما هددت هذه الأخيرة بفسخ عقدها مع مدريد إذا حولت الغاز المستورد منها إلى وجهة “غير تلك المنصوص عليها في العقود”.

وتوقفت الجزائر بأمر من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن إمداد إسبانيا بالغاز عن طريق المملكة المغربية، في نهاية أكتوبر، عبر خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي، على خلفية الأزمة الدبلوماسية بين البلدين بشأن قضية الصحراء المغربية.

من جهة أخرى، يؤكّد خبراء أنّ رسوم المرور التي كان يجبيها المغرب من الجزائر على شكل كميّات من الغاز بأسعار تفضيلية، كانت تؤمّن له 97% من احتياجاته من هذه المادة الحيوية.

في ذات السياق، قررت إسبانيا السماح للمملكة المغربية بالتزود عكسياً بالغاز عبر نفس الأنبوب الذي يمتد من الجزائر إلى إسبانيا عبر المغرب.

للإشارة، فإن الرباط ستكون قادرة على شراء الغاز الطبيعي المسال من الأسواق الدولية وتسليمه إلى إسبانيا، حيث يُعاد تحويله إلى غاز قبل نقله إلى المغرب عبر خط الأنابيب.

وقالت وزارة التحول البيئي الإسبانية أمس الأربعاء 27 أبريل 2022، “لن يكون الغاز الذي يحصل عليه المغرب تحت أي ظرف من الظروف من أصل جزائري”.

وأضاف المصدر، أن “تفعيل هذه الآلية نوقش مع الجزائر في الأشهر الأخيرة وتم إبلاغه أمس (الأربعاء) لوزير الطاقة الجزائري”.

المصدر: صحافة بلادي