التقى فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، الخميس، بمدينة إسنطنبول التركية، محمد بن عبد الرحمان آل ثاني، وزير خارجية قطر، ومحمد بن ناصر آل ثاني، سفير الدولة في ليبيا.
وتناول السراج مع بن عبد الرحمان وبن ناصر، التطورات الأخيرة التي عرفتها العلاقات الثنائية بين ليبيا وقطر.
وشدد الأطراف الثلاثة، على ضرورة إيجاد حل سياسي كمخرج وحيد للأزمة الليبية، بناء للاتفاق الذي احتضنته مدينة الصخيرات المغربية وقرارات مجلس الأمن، إلى جانب مخرجات مؤتمر برلين.
ناقش فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، صباح الجمعة، مع سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى تركيا، ديفيد ساترفيلد، الأزمة الليبية وملف النفط.
واستقبل السراج، بمقر إقامته في مدينة إسطنبول التركية، السفير الأمريكي ساترفيلد، لمناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين، ووسائل تعزيزها، مع تطرقهما إلى ما يشهده الوضع الليبي من مستجات في الفترة الأخيرة.
وأكد الطرفان، على ضرورة إعادة فتح الموانئ والحقول النفطية، واستئناف الإنتاج، تحت إدارة المؤسسة الوطنية للنفط التابعة لحكومة الوفاق الوطني، وذلك بعد شهور من وقف الإنتاج والتصدير.
هذا، وجرى الاتفاق على أن ليبيا تحتاج لحل سياسي بعيد تماما عن أي عمليات عسكرية، مع الالتزام التام بقرار مجلس الأمن 2510 الصادر السنة الحالية، وما خرج به مؤتمر برلين.
شدد رجب طيب أوردوغان، الرئيس التركي، على أن بلاده لن تسمح بأي عمل متهور يمس ليبيا، وذلك في إشارة إلى التهديدات المصرية بشأن التدخل العسكري في البلاد لتأييد الانقلابي خليفة حفتر.
وقال أوردوغان، إن تركيا ستقف ضد أي عمل متهور في ليبيا، موجهة الدعوة لكل من يتبنى مواقف عدائية ضد حكومة الوفاق الوطني، إلى احترام القانون الدولي وإرادة الشعب الليبي الذي صوت عليها.
وكان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، قد لوح بالتدخل العسكري في ليبيا، قبل أن يستدعي شيوخ وأعيان عدد من القبائل من أجل تفويضه، ثم منحه الضوء الأخضر من البرلمان للقيام بعمليات عسكرية فيما أسماه “الاتجاه الإستراتيجي الغربي”.
عرفت الأيام القليلة الماضية، تحركات جديدة من الاتحاد الأوروبي، من أجل وقف إطلاق النار في ليبيا، والعودة للمشاورات من أجل التوصل لحل سياسي بين الأطراف المتنازعة.
ودعا الاتحاد الأوروبي كافة المتدخلين في ليبيا، إلى وقف كل الدعوات التي تحث على التحرك العسكري، معتبرا أن التهديدات المصرية بخصوص إرسال قوات لليبيا، ستزيد من تاقم الوضع.
وأوضح الاتحاد، أنه تواصل مع كل الفاعلين الدوليين والإقليميين والليبيين، من أجل مطالبتهم بالعودة لطاولة الحوار السياسية، من أجل تحقيق الأمن والاستقرار للشعب الليبي.
أكد إبراهيم قالن، الناطق باسم الرئاسة التركية، إن أي وقف لإطلاق النار، لابد من أن يشمل انسحاب ميليشيات الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، من مدينة سرت ومنطقة الجفرة.
وقال قالن، إن تركيا وروسيا توصلتا لاتفاق يقضي بإيقاف إطلاق النار، وإنهاء القتال، غير أن الجهود المبذولة لذلك، قد تعرقل في حال نفذت مصر تهديداتها وقررت المجازفة بالدخول إلى ليبيا.
يشار إلى أن تركيا وروسيا، كانتا قد أعلنتا، الثلاثاء الماضي، عن توصلهما لاتاق يقضي بإنهاء العمليات العسكرية في ليبيا، وتأسيس مجموعة عمل مشتركة لإيجاد حل سياسي للملف الليبي.
أكد محمد قنونو، الناطق باسم الجيش الليبي، أن الأوضاع قرب سرت، مستمرة وفقا للخطط التي رسمتها غرفة العلميات، في انتظار تعليمات القائد الأعلى.
وأضاف قنونو، أن العلميات العسكرية على مشارف مدينة سرت، ستستمر إلى غاية تحرير كافة الأراضي الليبية، وبسط السيطرة عليها.
وجاءت تصريحات قنونو، خلال لقاء احتضنته مدينة جادو، وحضره عدد من أفراد وزارة الدفاع التابعة لحكومة الوفاق الوطني، وبعض مسؤولي المجلس البلدي المحلي، وأعيان المنطقة.
دعا إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، إلى معاقبة كل الأطراف الخارجية، المتدخلة في الشأن الليبي، وذلك من أجل التمكن من وقف إطلاق النار بشكل دائم، والاستمرار في مسار المفاوضات والحل السياسي.
وقال ماكرون، خلال مؤتمر صحفي جمعه بالرئيس القبرصري، نيكوس أناستاسيادس، لابد من وضع حد للتدخلات الأجنبية، على اختلافها، في ليبيا، ولا يجب تركها مستمرة في خرق القرار الأممي المتعلق بحظر السلاح.
وشدد المتحدث على أن ترك أمن الاتحاد الأوروبي في منطقة الساحل المتوسطي، بيد لاعبين آخرين، على رأسهم تركيا وروسيا، يعد خطأ كبيرا لابد من وضع حد له.
شدد فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، على رفض بلاده لأي مبادرة أحادية لحل الأزمة، التي تعانيها ليبيا منذ سنة 2014.
وقال السراج، في اتصال هاتفي، أمس الخميس، مع جوزيف بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي.، إن بلاده ترفض أي مبادرة خارج سياق الالتزامات والمخرجات التي تقررت في برلين، مشيرا إلى ضرورة وجود ظروف تسمح بوقف إطلاق النار بشكل دائم.
من جهته، أوضح برويل، بأن الاتحاد الأوروبي حريص على تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، مع العودة للمسار السياسي، في التزام كامل بمخرجات برلين، وما تقرر في الأمم المتحدة.
وناقش الطرفان أيضا، المقابر الجماعية، التي عثرت عليها المصالح التابعة لحكومة الوفاق الوطني في الفترة الأخيرة، نواحي ترهونة وجنوب العاصمة طرابلس.
اعتبر المحلل السياسي، فرج دردور، أن مصر، مجرد معول تحركه السعودية والإمارات، من أجل استخدامه في الهدم، وذلك على خلفية تلويح السيسي بالتدخل بشكل ممباشر في الجارة الغربية.
وقال دردور، في تصريح صحفي، إن مصر لا تملك أي مصلحة في التدخل في ليبيا، سواء تعلق الأمر بمصالح آنية أو إستراتيجية، لأن نتائج الحروب ليست مضمونة، والقاهرة تعلم هذا جيدا.
وتابع المتحدث:”ولكن للأسف الشديد في الفترة الأخيرة مصر صارت معولا تُحركه السعودية والإمارات وخصوصاً الآن لمواجهة تركيا”.
وأوضح المتكلم بأن السعودية والإمارات تكنان حقدا كبيرا لتركيا، بعد الضجة التي خلفها مقتل الصحافي جمال خاشقجي في إسطنبول، الأمر الذي دفع الرياض وأبوظبي، إلى محاولة الضغط على أنقرة.
وأضاف:”في جميع الأحوال أنا لا أعتقد أن مصر قادرة على خوض أي حرب في ليبيا لأسباب عدة، أولاً هي تتلقى ثمن خبزها من أمريكا، وأيضاً بعض الدعم العسكري من أمريكا وبالتالي لا أعتقد بأن مصر سوف تُواجه أمريكا متحالفة مع روسيا”.
وأشار إلى أن الاحتمال الوحيد لدخول مصر في حرب بليبيا، هي أن تكون أمريكا من قررت ذلك، وهو ما استبعده، مسترسلا “أعتقد أن هذه هي طواحين الهواء الإعلامية التي تعودنا عليه منذ فترة الخمسينيات القرن الماضي في مصر”.
صحيفة إلكترونية مغاربية متجددة على مدار الساعة تعنى بشؤون المغرب الجزائر ليبيا موريتانيا تونس