طرح تصادف بدء إثيوبيا في ملء خزان سد النهضة بمياه النيل، مع تلويح عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية المصرية، بالتدخل عسكريا في ليبيا، لإنقاذ الأمن القومي للبلدين على حد قوله.
وفي الوقت الذي يفترض فيه أن يسعى السيسي لتهديد إثيوبيا من أجل تراجعها عن ملء سد النهضة، وترك مياه النيل تصل مصر، اتجه عبد الفتاح لتهديد الليبيين وسط استغراب الجميع.
وقال عدد من المراقبين، إن الاحتمال الوحيد الذي يجعل السيسي لا يتحدث بأي كلمة عن سد النهضة، مقابل اجتماعه بشيوخ القبائل الليبية، بهدف منحه تفويضا للتدخل عسكريا في بلادهم، هو مقايضة الأمر بمياه النيل.
ورجح المتحدثون، أن تكون دول مثل الإمارات والسعودية وروسيا وفرنسا، ضغطت على مصر من أجل التدخل عسكريا في ليبيا، مقابل منحها ضمانات بأن ذلك يعني عودة مياه النيل لطبيعتها.
وفي الجانب المقابل، يعتقد المراقبون، أن تزامن بدء ملء خزان سد النهضة مع الظرفية الحالية، يعود بالأساس إلى ضغط دولي، من البلدان المشار إليها فوق، لاستخدام السد كورقة ضغط على مصر، لتعجيل تدخلها في ليبيا.
وتأتي الضغوطات على مصر التي لم تخف مساعدتها لحفتر، غير أنها كانت مقتصرة على العدة والعتاد فقط، بسبب الانتصارات المتتالية التي حققتها حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.
وكان وزير الداخلية الليبي، فتحي علي باشاغا، قد طالب مصر بمراجعة قرارها، مشيرا إلى أن مصلحة القاهرة، تمر بالضرورة من حكومة الوفاق الوطني الممثل الشرعي للشعب الليبي.