بعد موقف اسبانيا الأخير، قال موقع “فرانس- إنفو” إن الجزائر تحولت من التهديد إلى التنفيذ، حيال إسبانيا، حيث وبعد مرور ثلاثة أسابيع من قرار مدريد دعم خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء المغربية، أغلقت الجزائر سوقها أمام المنتجات الإسبانية، بعد استدعاء سفيرها في مدريد، وحظرت تدريجيا استيراد المنتجات الزراعية الإسبانية، بدءا بالماشية، مما يؤثر على مصالح مربي الماشية الإسبان.
في ذات السياق، كانت الجزائر قد هددت بمراجعة جميع اتفاقياتها التجارية مع إسبانيا بعد الانقلاب الدبلوماسي “المفاجئ” لمدريد بشأن قضية الصحراء المغربية.
وأعلنت الحكومة الجزائرية أنها سترفع سعر الغاز الموفر لإسبانيا، كما أنها ستعزز بدلاً من ذلك علاقاتها مع إيطاليا لنقل الغاز إلى أوروبا. حيث وقّعت الجزائر اتفاقا في 11 أبريل 2022 لزيادة شحنات الغاز إلى إيطاليا التي تسعى لتقليل اعتمادها على روسيا.
من جهة أخرى، ووفقًا لبيان صحافي صادر عن مجموعة الطاقة الإيطالية “إيني” تنص الاتفاقية المذكورة على نمو تدريجي يصل إلى تسعة مليارات متر مكعب من الغاز الإضافي سنويا، عبر خط أنابيب الغاز “ترانسميد” الذي يربط البلدين عبر تونس، لكن حسب خبراء، فإن الجزائر لديها قدرة محدودة للغاية على زيادة صادراتها عبر خط أنابيب الغاز.
يشار إلى أن رئيس الدبلوماسية الفرنسية جان إيف لودريان، ناقش قضايا الطاقة خلال زيارة “مفاجئة” إلى الجزائر العاصمة يوم 14 أبريل 2022 الجاري، حيث تطرق وزير الخارجية الفرنسي إلى إمكانية نقل الغاز الجزائري إلى باريس، كما تطرق إلى قضايا الغذاء لأن الجزائر العاصمة قلقة بشأن وارداتها من القمح في المستقبل، فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا.
كما ناقش رئيس الديبلوماسية الفرنسية ومسؤولون جزائريون الاستقرار في البحر المتوسط وأفريقيا والإرهاب والتحديات الأمنية في منطقة الساحل وليبيا، حيث بحسب مراقبين، تحاول فرنسا والجزائر إعطاء دفعة جديدة لعلاقتهما بعد أزمة دبلوماسية خطيرة.