بعد احتجاج الجزائر على ما اعتبرته “انقلابًا مفاجئًا” في موقف الحكومة الإسبانية إزاء الصحراء المغربية باستدعاء سفيرها من مدريد، نهجت (الجزائر) سياسة “العقبات البيروقراطية” تجاه إسبانيا.
في ذات السياق، وإلى جانب رفع أسعار الغاز الجزائري بالنسبة لإسبانيا، فإن الجزائر عمدت أيضا وبشكل متدرج في سن عقبات أمام مدريد، كأدوات انتقامية من تقربها من المغرب وتأييدها للوحدة الترابية للمملكة.
وأفادت صحيفة “لاراثون” في عددها الصادر أمس الخميس 14 أبريل الجاري، أن السلطات الجزائرية شرعت منذ أيام في معاقبة إسبانيا من خلال إغلاق سوقها أمام لحوم الأبقار الإسبانية.
وأضاف المصدر، أن القرار الذي جاء بسبب اتفاق سانشيز مع المملكة المغربية، دفع الجزائر لإغلاق فعلي لسوقها أمام المزارعين ومربي المواشي الإسبان، معتبرة أنها علامات لا لبس فيها وتدل على أن شيئًا ما قد تغير.
وأوضح المصدر، أن حكومة الجزائر رفعت كذلك سعر منتج الطاقة بالنسبة لإسبانيا، كما وجهت أنظارها إلى إيطاليا كشريك “مفضل” في البحر الأبيض المتوسط.
للإشارة، فإن الحكومة الإسبانية كانت قد أعربت للمرة الأولى عن دعمها العلني لمشروع الحكم الذاتي للصحراء المغربية، في حين أن مدريد كانت دائما تتبنى موقفا محايدا بين الرباط وجبهة البوليساريو، خصوصا وأنها تعتبر مستعمرة سابقة لهذه الصحراء.
وارتباطا بما سبق، فإن تغيير الموقف الإسباني يتيح عودة العلاقات بين إسبانيا والمغرب بعد الخلاف الدبلوماسي الكبير الذي سببه استقبال زعيم البوليساريو إبراهيم غالي في إسبانيا في أبريل 2021 لتلقي العلاج من فيروس كورونا.