قام وزير الداخلية الجزائري، كمال بلجود اليوم الجمعة 12 نونبر 2021، بزيارة عمل لإسبانيا، وذلك بدعوة من نظيره الاسباني “فرناندو غراندي مارلاسكا”.
موضوع الهجرة السرية، سيشكل محور المباحثات الثنائية بين الوزيرين، في ظل تنامي القلق داخل الأوساط الحكومية الإسبانية جراء تزايد تدفق موجات المهاجرين الجزائريين “الحراقة” على السواحل الإسبانية، حيث تضاعف في الشهور الأخيرة، عدد المهاجرين السريين الجزائريين الذين يصلون إلى إسبانيا عبر قوارب الموت، ويقدر عددهم بالآلاف أسبوعيا، وهو رقم “مهول” دفع الحكومة الإسبانية إلى دق ناقوس الخطر، والتباحث مع المسؤولين الجزائريين بشأن اعتماد السبل الكفيلة بوقف تدفق المهاجرين الجزائريين على إسبانيا.
في ذات السياق، ستتركز مباحثات وزيري الداخلية الإسباني والجزائر على اقتراح تدابير عملية استعجالية، على رأسها مطالبة الطرف الجزائري بتكثيف المراقبة على السواحل الجزائرية لمنع تسلل المرشحين السريين.
من جهة أخرى، تزايد القلق الإسباني مؤخرا، بفعل انسداد الآفاق أمام الشباب الجزائري، جراء اشتداد الأزمة الاجتماعية والاقتصادية بالجزائر، والتي تدفع آلاف المواطنين الجزائريين إلى ركوب أمواج البحر والمغامرة بحياتهم بحثا عن أمل مفقود في الحياة الكريمة، في ظل غياب الحلول لامتصاصها، وعجز النظام الجزائري عن ابتكار حلول عملية لمعضلة البطالة.
يشار إلى أن الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل “فرونتكس”، كانت دقت ناقوس الخطر بشأن تنامي عدد المهاجرين الجزائريين غير القانونيين، الذي تمكنوا من بلوغ الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، في الشهور الماضية، حيث قالت إن عددهم بلغ خلال تسعة أشهر الأولى من السنة الجارية،(2021)، 8425 شخصا، كما تجاوز عدد المهاجرين السريين الذين تدفقوا على السواحل الإسبانية في الصيف الماضي ألف مهاجر في أسبوع واحد.
جدير بالذكر، أن الوكالة الأوربية لحرس الحدود والساحل، أشارت في تقرير سابق نشرته في غشت الماضي، أن 67% من المهاجرين غير القانونيين القادمين إلى إسبانيا حتى متم شهر يوليوز الماضي عبر البحر المتوسط، كانوا جزائريين، كما كشف أن “محور الهجرة غير القانونية عبر البحر المتوسط نحو إسبانيا شهد خلال السنة الجارية، وإلى متم شهر يوليوز وصول 7040 مهاجرا غير قانوني عبر 1380 عملية وصول”.