بسبب مواقفه العدائية ضد المغرب واعتراضه في وجه القرارات والأعراف والاتفاقيات الدولية، كثرت التصريحات الصادرة عن مسؤولين في العديد من الدول الغربية وانتشرت المقالات في الصحف والمجلات والبرامج عبر القنوات الإعلامية المعروفة بصيتها الدولي، والتي تنتقد الجنرالات في الجزائر.
في ذات السياق، نشرت قناة تلفزيون صوت ألمانيا الناطقة باللغة العربية ضمن برنامج “السلطة الخامسة” نيوز خصصتها للسعيد شنقريحة، الرئيس الفعلي للجزائر، والذي وصفته بـ”مهندس الحرب الباردة مع المغرب”، حيث قالت إن صعوده اقترن بالتوتر بين المغرب والجزائر وأنه يدعم انفصاليي البوليساريو.
وفي محاولة لتسليط الضوء على الجنرال شنقريحة، قالت القناة بأنه أحد رموز العشرية السوداء والقائد الفعلي للبلاد، وأدرجت ضمن “البرنامج” لقطة من فيديو يصف فيها شنقريحة المغرب بـ”العدو الكلاسيكي”، وقالت إن رئيس أركان الجيش الجزائري لا يفوت أي فرصة للتلميح للمغرب بهذا الوصف…(أي العدو الكلاسيكي)، مضيفة أن هذا الجنرال الذي اقترن صعوده بتصاعد التوتر وقطع العلاقات بين الجزائر والمغرب.
وأضاف المصدر، أنه بتوليه منصب رئيس الاركان الجزائري عقب وفاة قايد صالح في دجنبر 2019 أصبح شنقريحة الرجل الثاني في البلاد، لكن في الحقيقة هو القائد الفعلي للجزائر في إشارة إلى أن الرئيس عبد المجيد تبون ليس إلا قناع مدني لمؤسسة الجيش.
وأشار المصدر، في فقرة من مقال نشرته جريدة لوموند الفرنسية جاء فيه أن “تبون ليس أقوى رجل في الجزائر”، الرجل القوي الحقيقي هو رئيس أركانها”، وأن تعيينه “جاء كإجراء رمزي داخل الجيش لاحتواء حراك الجزائر عام 2019”.
وقال المصدر، إستنادا إلى قناة “بي بي سي” ومجلة “جون أفريك”، إن شنقريحة قضى أغلب سنوات خدمته قائدا ميدانيا في القوات البرية الجزائرية، وشارك في حروب عديدة منها حرب أكتوبر 1973، وحرب الرمال ضد المغرب سنة 1963، وكذا الحرب ضد الإرهاب أو ما سمي بـ”العشرية السوداء”، وتمثل دوره آنذاك في مشاركته في قطاع العمليات بشرق الجزائر حيث كان نائبا لوحدة العمليات الخاصة.
من جهة أخرى، نقلت القناة عن مجلة “جون افريك” أن شنقريحة “لوّث سمعته كزعيم وحشي، بل متعطش للدماء خلال العشرية السوداء”، مضيفة أنه اتهم في الفترة ما بين 1992 و1994 بارتكاب عمليات اغتيال بحق المدنيين، مستشهدة في ذلك بما جاء في كتاب “الحرب القذرة” لمؤلفه الضابط السابق في القوات الخاصة بالجيش الجزائري حبيب سويدية.
أما بخصوص مواقفه اتجاه المغرب، قالت القناة، إن شنقريحة يتم “تصويره على أنه صقر مناهض للمغرب”، حيث هاجم المملكة أكثر من مرة منذ صعوده إلى رئاسة الأركان، موردة بذلك تصريحا له في شتنبر 2021 قال فيه إن “النظام المغربي تمادى في المؤامرات من أجل تحجيم دور الجزائر”!، كما ذكرت بمواقفه المناهضة لمغربية الصحراء حيث وصف المغرب علانية بـ”المحتل” عندما كان قائد القوات البرية بالجيش الجزائري”.
مباشرة بعد تعيينه رئيسا للأركان تحدث مرة أخرى عن قضية الصحراء المغربية بالمؤتمر التاسع للأمن الدولي بموسكو، حيث أعاد نفس الأسطوانة واصفا المغرب بـ”المحتل”، كما أنه اتهمه بخرق ميثاق حقوق الإنسان بالصحراء المغربية! كما أنه زار في يونيو 2021 رفقة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، زعيم انفصاليي البوليساريو إبراهيم غالي، بمستشفى عين النعجة العسكري، عقب تهريبه من اسبانيا، بعدما دخل إليها بجواز سفر مزور يحمل اسم “بن بطوش” التي تسببت في تأزيم العلاقات بين المغرب واسبانيا.