لا زال قرار الجزائر أحادي الجانب القاضي بتعليق إمدادات الغاز إلى إسبانيا والبرتغال عبر خط الأنبوب المغاربي-الأوروبي يثير الاستياء داخل البرلمان الأوروبي.
وبعد رد فعل العديد من النواب، لاسيما رئيس وفد الدول المغاربية أندريا كوزولينو، المدعوم من قبل لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي، وجه النائب الأوروبي الإسباني خوسي رامون باوزا دياز سؤالا برلمانيا إلى ممثل الاتحاد الأوروبي السامي للسياسة الخارجية، جوزيب بوريل، بشأن هذه الخطوة التي تهدد الأمن الطاقي لأوروبا.
وأشار البرلماني الأوروبي إلى أن “الأشهر الأخيرة تميزت بتصاعد التوترات بين الجزائر والمغرب، ما أثر بشكل جانبي على إسبانيا عقب إغلاق خط أنبوب الغاز المغاربي. خلال الـ 24 ساعة الماضية، اتهمت الجزائر المغرب بقتل ثلاثة مواطنين جزائريين. إذا ما أدى التوتر إلى صراع مفتوح، ستكون المخاطر بالنسبة لإسبانيا والاتحاد الأوروبي ككل خطيرة للغاية، بدءا بزيادة تدفقات الهجرة وتدهور الوضع الأمني في منطقة الساحل، إلى التهديد المباشر لإمدادات الطاقة والطرق البحرية والجوية التي تعبر غرب الحوض المتوسطي”.
وفي هذا السياق، قام بمساءلة السيد بوريل حول الإجراءات التي يعتزم اتخاذها لمنع تصاعد حدة النزاع بين الجزائر والمغرب وحماية الأمن والمصالح الأوروبية.
من جهتها، دعت النائبة البرلمانية الأوروبية، دومينيك بيلد، الاتحاد الأوروبي إلى الرد على ممارسات الابتزاز غير المقبولة المنتهجة من طرف الجزائر.
وتساءلت النائبة قائلة “هل تندد أوروبا، المعترضة بحزم على دبلوماسية الغاز الروسية، بقرار الجزائر الذي يهدد المغرب وبشكل غير مباشر إسبانيا ؟، مشيرة إلى أنه “في هذه الأوقات التي تتسم بارتفاع أسعار الطاقة، تعد هذه الممارسات أمرا لا يمكن تحمله”.
وأبدى النائب البلغاري بيتار فيتانوف نفس وجهة النظر، معتبرا أن “قرار الجزائر قطع إمدادات الغاز مقلق”.
وأوضح في تغريدة على تويتر أنه “بعد رفضها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2602 الذي يدعو إلى مشاركتها الفعالة في العملية السياسية، باتت الجزائر تهدد جيرانها وأوروبا. علينا عدم قبول ذلك”.