سفير المملكة المغربية بكينيا يكشف…الجزائر تختلق الأوهام لمواجهة المغرب

دخل مختار غامبو، سفير المملكة المغربية بكينيا الممثل الدائم لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والأمم المتحدة للسكن على خط التوترات القائمة بين الجزائر والمغرب، حيث قال “إن الجزائر تحاول خلق عدو وهمي من أجل إلهاء شعبها وتضليل المجتمع الدولي بشأن ما يحدث لديها، ناهيك عن محاولة مجابهة النجاحات التي حققتها المملكة المغربية في إطار الاعتراف بمغربية الصحراء، مشيرا إلى اعتراف أمريكا بسيادة المغرب على صحرائه سيؤدي بالعديد من حلفائها الأفارقة، بمن فيهم كينيا، إلى فعل الشيء نفسه”.

وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح صحفي، منذ استقلال الجزائر، لم تكف الحكومات الجزائرية عن اتهام العديد من الخصوم بزعزعة استقرار البلاد، والآن جاء دور المغرب وإسرائيل…لإلهاء شعبها وتضليل المجتمع الدولي، تلتجئ الحكومة الجزائرية الى اختراع عدو أجنبي كلما ساء الوضع الاجتماعي والاقتصادي في الداخل”.

في ذات السياق، قال إذا كان هناك طرف ثالث مسؤول عن 46 عاما من الجمود في العلاقات الدبلوماسية المغربية الجزائرية، فهو ليس سوى الطرف الذي صنعته وسلحته الحكومة الجزائرية، “جبهة البوليساريو الانفصالية”، و”مع ذلك، ما تزال الدبلوماسية الجزائرية تنكر ذلك، وتعمل على توريط قوى خارجية في نزاعها مع المغرب”.

من جهة أخرى، وبعدما أشار إلى أن الجارة الشرقية “اتهمت إسرائيل بالتآمر مع المغرب لزعزعة استقرارها”، نبه غامبو “في محاولة لإثارة المشاعر القومية العربية، تدين الجزائر رسميا قرار المغرب السيادي بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل حيث يعيش مليون إسرائيلي من أصل مغربي، مضيفا أنه للسبب نفسه، عارضت علنا ترشيح إسرائيل للحصول على صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي، بينما صوت لصالحه كل من المغرب وكينيا، وذهب وزير خارجية الجزائر إلى حد مهاجمة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي لدعمه ملف الترشيح الإسرائيلي”.

وأوضح المتحدث ذاته، أن “المغرب أصبح الآن بمثابة العدو الكلاسيكي المشترك الذي يجب حشد الشعب الجزائري ضده، وبالتالي التخلي عن انتفاضته المناهضة للحكومة، المعروفة باسم الحراك، التي زادت ذروتها خلال السنوات الثلاث الماضية”.

وأبرز على أن “الجزائر أحست بفقدان البوصلة منذ عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي في عام 2017؛ فقد سحبت العديد من الدول الإفريقية اعترافها بـما يسمى بـ(الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية) الوهمية، مقتنعة بأن اقتراح المغرب الحكم الذاتي للصحراء تحت سيادته، يوفر حلا دائما وواقعيا لهذا الخلاف الإقليمي”.

كما أكد أن المغرب جدي في دعوته إلى تحسين العلاقات مع الجزائر، مذكرا بأن الرباط دعت منذ 1994 وبلا انقطاع إلى فتح الحدود المغلقة بين البلدين، “وتم إطلاق نداء جديد مؤخرا من قبل أعلى سلطة في البلاد، جلالة الملك المغربي محمد السادس، فقد خصص جلالته قسما كبيرا من خطابه لعيد العرش يوم 31 يوليوز للأزمة المغربية الجزائرية، وطمأن جلالته الرئيس الجزائري بأن المغرب مستعد لطي الصفحة وإجراء حوار أخوي مع الجزائر دون أي شروط”.

لكن بدلا من اعتبار خطاب جلالة الملك محمد السادس فرصة فريدة للمصالحة بين البلدين، يورد السفير المغربي بكينيا، “ردت الحكومة الجزائرية بشكل صادم بعد أسابيع قليلة باتخاذ قرار أحادي الجانب يقضي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب وحظر الأجواء الجزائرية على الطائرات المغربية”.

في ذات السياق، قال “لقد كانت وزارة خارجيتنا حكيمة بما يكفي لتفادي الرد بالمثل والانسياق مع المناورة العدائية الجزائرية، بتأكيدها أن المغرب سيواصل دعم ومساندة الشعب الجزائري بغض النظر عن تحركات حكومته المتهورة”.