أثار لقاء نشطاء وسياسيين وإعلامين وفاعلين من الحركة الجمعوية، مع نواب فرنسيين بمقر البرلمان الفرنسي، أمس الأحد 17 أكتوبر 2021 جدلا واسعا، وسط نشطاء الحراك الشعبي الجزائري والطبقة السياسية المناهضة للسلطة في الجزائر، ما بين مؤيد للقاء وبين معارض ومندّد بها، بوصفه «لقاء الخيانة».
في ذات السياق، أفادت مصادر إعلامية أن منظمة “ريبوست-أنتاغناسيونال” عقدت لقاءا موّسع مع عدد من النواب الفرنسيين من حزب التيار الشيوعي، لتدارس تطورات الساحة السياسية داخل البلاد، بعد حملة الاعتقالات الواسعة، وسجن السياسيين والصحفيين والنشطاء وصدور أحكام وصفت بـ “القاسية” ضد البعض، وتوجيه تهم الإرهاب لعدد منهم، و هو اللقاء الذي عرّف حضور جمعيات، ونقابات، وصحفيين وسياسيين معظمهم حاصلون على اللّجوء السياسي بفرنسا.
في سياق آخر، دافع الناشط السياسي والصحفي السابق، عبدالكريم زغيلش، على اللقاء من منطلق أنه “لقاء بين عينة من المعنيين بالحركة النضالية الجزائرية في شقها المرتبط بالجالية الجزائرية المقيمة بالمهجر، وبين ممثلين للشعب الفرنسي من نواب البرلمان، وبالتالي فاللقاء لم يكن مع الحكومة أو السلطة الفرنسية ممثلا في الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظامه، الذي اعترف بأن الحراك الشعبي أضعف النظام الجزائري الذي كان ولا يزال يدعمه، ضد إرادة الشعب…»، متسائلا «..لماذا النظام الجزائري يستعمل الدبلوماسية الفرنسية في مواجهة الشأن الداخلي، وعندما تستعمل تلك الدبلوماسية ضده وسيتعلمها الحراك ، نعتبرها حرام سياسيا..» .
كما اعتبر معتقل الرأي السابق عبد الكريم زغيلش، أن “رشيد معلاوي خانته اللغة الفرنسية التي لا يجيد الحديث بها، خلال تدخله، الذي لم يكن موقف من حيث الشكل، الذي أساء للمضمون، في الدعوى المباشرة إلى تدخل الأجهزة التنفيذية للدول الأوروبية في الشأن الداخلي للجزائر.. »، يقول زغيلش.
من جهة أخرى، أعاب نور الدين بودربة، القيادي السابق في حزب الطليعة الاشتراكي، ومن زاوية فكرية إيديولوجية بحتة، على النائبة الفرنسية والوزيرة السابقة، من الحزب الشيوعي ، ماري جورج بيفي»، المنظمة للقاء بالتنسيق مع منظمة «ريسبوت» ، عبر رسالة نشرها عبر صفحته على الفايسبوك، تنظيم ومنح الحزب الشيوعي الفرنسي، منصة الحديث لمن وصفهم بـ “منكري الدولة الجزائرية المستقلة وذات السياسة، المناهضين الأساسين للشيوعية في حياتهم الخاصة وحتى علنا..» ، مخاطبا إياها بالقول، “إن الأشخاص الذين أعطيتهم الكلمة لا يمثلون بأي حال تطلعات العمال، إنهم مدفوعون بطموحات سياسية شخصية غير متناسبة للوصول إلى السلطة حتى لو كان ذلك يعني التحالف مع ورثة الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي كانت تجسيدا لداعش الجزائري في التسعينيات، والمطالبة بالتدخل الأجنبي في غياب لتعبئة الشعبية”.
كما اعتبر، المتحدث ذاته أن «هذا الشعب الذي انسحب من الحراك بعد سرقت هذه الأخيرة من قبل القوى المناهضة للشعب والقومية التي تستغل «حقوق الإنسان، في سياق الدفاع عن قناعاته الفكرية والايدلوجية.