الطفل أشرف ينتقل إلى بيته الجديد ويندمج تدريجيا في المجتمع

كشف الفاعل الجمعوي جلال اعويطا جديد الطفل أشرف لذي أثارت محاولة هجرته سباحة إلى مدينة سبتة المحتلة جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام الوطنية والدولية.

وأكد اعويطا أن الطفل أشرف انتقل الى بيته جديد، وتغير وضعه الاجتماعي نحو الأحسن، وذلك في منشور على صفحته الرسمية فايسبوك.

وكتب المشرف العام على تطبيق “يتيمي ” أشرف اليوم انتقل إلى بيته الجديد بغرفته الخاصة وبدأ تكوينه بمعهد لتعليم الحلاقة، والتحق بنادٍ رياضي وبدأ يندمج تدريجيا في المجتمع، هذه المبادرة لا اعتبرها إنجازًا تاريخيا ولا عملاً خارقاً، بل كنت أرى المبادرة واجبا إنسانيا ودينيا وأخلاقيّاً ووطنياً .. كيف لطفل يتيم أُغلقت كل أبواب في وجهه أن يبقى المجتمع يتفرج على مآسيه من مدرجات الجماهير، ولهذا لم أتفاعل نهائيا مع كل وسائل الإعلام الوطنية والدولية بما فيها القنوات الرسمية لبعض الدول الأروبية حتى لا يُفهم أنني أريد الركوب على مشكلة أشرف أو استغلالها من أجل مصالح معينة .. وأعتذر لجميع الزملاء الصحفيين عن هذا التقصير وأرجو أن يقبلوا اعتذاري ولهم مني كل الود والاحترام.

وأضاف اعويطا “الوقوف مع أشرف وغيره من الأيتام والفئات الهشة واجب علينا جميعنا، وحقهم علينا على الأقل مد يد العون إليه ومحاولة إزالة مآسيهم بالمرة، فإن لم نستطع فعلى الأقل محاولة تقليص هذه المعاناة بفعل أي شيء، فإن لم نستطع فعلى الأقل أن نتوسط له مع من نرى فيه القدرة على فعل ذلك، فإن لم نستطع فعلى الأقل أن نواسيه بكلمة طيبة وبدعاء صالح، أما أن نمر على مثل هذه الحالات كأنها حالة منفصلة عنا، نبدي لها حزنا مزيفا لدقيقة، ونبدي الفرح لمقطع مضحك بعده لساعات، اليوم أشرف وغدا ربما صغير من أسرنا سيكون في هذا المقام، وصفحات التاريخ برُمَّتِها شاهدة على هذه التقلبات في الأحوال، فكم من غني انقلب فقيرا، لكن، هذا التقلب لا يُفزِع مجتمعا الفرد فيه لأخيه كالبنيان المرصوص، دائم الحضور معه في سرائه وضرائه.

أعلم أن هناك الآلاف مثل أشرف وعندي يقين أن هذا المجتمع له شواهد تاريخية عظيمة على أنه آوى الحيوان، وأحسن إلى الجماد، وأوقف على الحدائق، وناصر الأقليات، بل اجتهد في مداواة المريض من الطير والأنعام، فهل سيُعجزه الإنسان؟ ولهذا يجب مضاعفة جهودنا جميعا .. والعناية والوقوف مع مثل أشرف، لأن أشرف وأمثاله شئنا أم أبينا، هم أبناؤنا، وأركان مجتمعنا التي لا ينبغي أن تُهمَّش”.