يمني أي مواطن بدول شمال إفريقيا الناطقة باللغة العربية، النفس في أن يرى بلدانه متوحدة تحت إطار واحد، تمكن جميع ساكنتها من التنقل بكل حرية بين ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، ولكن الأحلام تصطدم بالواقع، الذي يمضم حجر عثرة تقف حائلا في وجه كل الطموحات التي تصب في هذا الاتجاه.
ويعتبر نظام الجنرالات الحاكم في الجزائر، أكبر معيقات توحيد الدول المغاربية، نظرا لوقوفه مع تشديد الوحدة الترابية للمملكة المغربية، واصطفافه جنب اللانفصاليين، بالرغم من كل المبادرات التي تسعى لرأب الصدع، وإعادة الجزائر وحكامها إلى جادة الصواب، والطريقة المعقلن، لكن دون فائدة.
ويحتضن نظام الجنرالات، جبهة البوليساريو الانفصالية، على أراضيه منذ عقود، حيث يستغلها من أجل الوصول إلى منفذ على المحيط الأطلسي، إلى جانب طلب المساعدات الإنسانية الدولية، رغم مساعي جعل الجزائر تتراجع عن الأمر، وتعتذر للمشاكل التي حاولت وتحاول خلقها للمغرب منذ عقود، لبدء صفحة جديدة.
ويرى العديد من الحراكيين، أن إضافة نقطة جديدة لملف مطالب الشعب الجزائري، برفع الدعم عن البوليساريو، وطردها من أراضي البلاد، واعتقال أفرادها باعتبارهم جماعة إرهابية، وعصابة متطرفة تخلق المشاكل لسكان الجنوب، وتسعى لخدمة مصالحها الشخصية، دون مراعاة أدنى شروط للإنسانية، من شأنه أن يبعثر أوراق السلطة.
ومن جهة أخرى، يعتبر محللون سياسيون وخبراء في الوضع الجزائري، أن أي تغير على مستوى السلطة الفعلية بالبلاد، والتي هي المؤسسة العسكرية، سيغير القناعات بخصوص قضية الصحراء، خاصة إن طالب الشعب باعتقال البوليساريو، التي لم تجلب للبلاد سوى المشاكل، سيكون خطوة مهمة للغاية نحو توحيد بلدان شمال إفريقيا.