استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، المعين من قبل الجيش، زعيم ميليشيات “البوليساريو” إبراهيم غالي، في خطوة أثارت تساؤلات حول التوجهات السياسية والدبلوماسية للنظام الجزائري. ويُنظر إلى هذا اللقاء على أنه يمثل نقطة تحول في عزلة النظام الجزائري، التي تتعمق يوماً بعد يوم، وتؤكد الإفلاس السياسي والدبلوماسي الذي يعاني منه.
ووفقًا للبيانات الرسمية، التقى تبون بغالي في العاصمة الجزائرية، حيث تباحثا حول قضايا مرتبطة بالجزائر شمالًا وجنوبًا. وفي خطوة قد يراها الكثيرون غير مبررة، يعتبر اللقاء بين تبون وغالي تجسيدًا للتعاطي مع شخصية ادعت رئاسة “دولة وهمية”، على الرغم من أن هذا الأخير يترأس ميليشيات غير معترف بها دوليًا.
هذا التوجه يعكس التناقض الواضح في السياسة الخارجية الجزائرية، في الوقت الذي يشهد فيه المغرب تقاربًا مع دول الساحل، فرنسا، وإسبانيا، بقيادة ملكية متبصرة لملك المغرب محمد السادس. إذ تزايد الدعم الدولي لمواقف الرباط بشأن قضية الصحراء المغربية، بينما تواصل الجزائر تبني مواقفها المثيرة للجدل، التي تتنافى مع المواقف الدولية السائدة.
كما يأتي هذا اللقاء في وقت بالغ الحساسية بالنسبة للجزائر، في ظل الأزمات الدبلوماسية المتصاعدة. فقد قطعت العديد من دول الجوار، مثل النيجر، مالي، وبوركينافاسو، علاقاتها الدبلوماسية مع الجزائر في خطوة مثيرة للقلق، بينما أغلقت هذه الدول مجالها الجوي أمام الطيران الجزائري. هذا التوتر في العلاقات الإقليمية يزيد من حدة العزلة الجغرافية والدبلوماسية التي يعاني منها النظام العسكري الجزائري، حيث بات محاطًا بخصومات دولية تتزايد يومًا بعد يوم.
الجزائر تجد نفسها في مواجهة عزلة غير مسبوقة على الساحة الدولية، في وقت تسعى فيه الدول الكبرى إلى تعزيز التعاون مع المغرب، الأمر الذي يزيد من تعقيد الوضع بالنسبة للنظام الجزائري. وتثير هذه التطورات تساؤلات حول مستقبل السياسة الخارجية الجزائرية، في ظل عجز النظام عن التعامل بفعالية مع التحديات التي تفرضها المتغيرات الإقليمية والدولية.
وفي خضم هذا الوضع المتأزم، يبقى السؤال قائمًا حول مدى قدرة النظام الجزائري على تجاوز هذه العزلة واستعادة علاقاته مع الجيران والدول الكبرى في المنطقة، في وقت تكثف فيه دول أخرى جهودها لتوطيد العلاقات مع المغرب في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية.
المصدر : صحافة بلادي