عاد شبح الجفاف ليخيم على الجزائر مع ارتفاع درجات الحرارة إلى ما فوق عتبة 50 درجة مئوية، وعادت معه أنظار المزارعين تتوجه إلى السماء، فيما تتخبط مشاعرهم بين خوف من تواصل مسلسل الجفاف، وتفاؤل بنهاية كابوس شح الأمطار الذي أرق الفلاحين منذ قرابة شهرين. يتزايد قلق المزارعين مع ضعف المساعدات الحكومية وخوفهم من تضرر المحاصيل الموسمية، وخاصة الخضروات والفواكه، مما يهدد بضياع موسم حرث الأراضي المخصصة للقمح بعد انتهاء حملات الحصاد.
و يهدد نقص المياه الملايين من الهكتارات بالتشقق والبوار، خاصة مع انطلاق موسم الحرث لمحاصيل القمح والشعير. ينتظر مزارعو الجزائر بفارغ الصبر أمطارًا موسمية في بداية شهر أغسطس/آب إلى سبتمبر/أيلول لإنقاذ محاصيلهم من التدهور. ومع غياب أي تساقط مطري محتمل في الأسابيع القادمة، فإن المزارعين يواجهون تحديات كبيرة. تظل توقعات الطقس تشير إلى استمرار موجات الحر حتى منتصف الشهر المقبل.
ويلجأ بعض المزارعين إلى حيل مختلفة لإنقاذ زراعاتهم، مثل استخدام ماكينات سحب المياه أو شراء صهاريج المياه. ومع ذلك، يجد المزارعون صعوبة في توفير المياه اللازمة لري الأراضي، وتزداد تحدياتهم في محافظات الهضاب العليا التي تعاني من نقص المياه بشكل خاص. بالإضافة إلى ذلك، تواجه الحكومة انتقادات حول ضعف المساعدات المقدمة للمزارعين وعجزها عن حمايتهم من آثار الجفاف.
و أبدى مزارعون عديدون استياءهم من تقاعس الحكومة في مواجهة تحديات الجفاف وتقديم الدعم اللازم للقطاع الزراعي. يحذرون من آثار كارثية قد تنتج عن استمرار غياب الأمطار، وتأثيرها السلبي على محاصيل القمح والشعير والمحاصيل الموسمية الأخرى. في حين أن الجزائر تنفق ملايين الدولارات على استيراد الحبوب، يطالب المزارعون بتعزيز الدعم المادي والتقني لمساعدتهم في مواجهة تحديات الجفاف وحماية محاصيلهم.
ويتطلع المزارعين إلى تساقط الأمطار الموسمية ورحمة السماء لإنقاذ زراعاتهم ومستقبلهم، يعاني القطاع الزراعي في الجزائر من تحديات عديدة، ومن أبرزها تغيرات المناخ ونقص المياه. يتطلب حماية المزارعين ودعمهم تدخلاً فوريًا من الحكومة لتعزيز البنية التحتية للري وتوفير المساعدات المالية والتقنية اللازمة. فقط من خلال جهود مشتركة وتعاون فعال بين القطاع الحكومي والمزارعين يمكن التغلب على تحديات الجفاف وتأمين إنتاج زراعي مستدام ومستقبل مشرق للجزائر.
المصدر : صحافة بلادي