البوليساريو تحاول استغلال الأزمة الدبلوماسية لتأجيج الخلاف بين المغرب وفرنسا

تسعى جبهة “البوليساريو” للاستفادة من الأزمة الدبلوماسية الصامتة بين المغرب وفرنسا لتحريض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على اتخاذ موقف مناوئ لقضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية، تهدف الجبهة إلى تعزيز الخلاف السياسي بين البلدين ودفع فرنسا إلى الانحياز لصالح الجزائر، وذلك في ضوء المساعي المتكررة لباريس لاستغلال النزاع في سبيل الضغط على الموقف المغربي.

و في هذا السياق، أشار عدد من المحللين إلى أن البوليساريو تحاول استعادة الانتباه إلى موقفها التفاوضي الذي يتلاشى تدريجيًا بسبب تراجع دعم العديد من الدول لمطالبها الانفصالية. ويأتي ذلك في سياق انتظار صدور الحكم القضائي من محكمة العدل الأوروبية بشأن اتفاق الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي، حيث تعلق البوليساريو آمالًا كبيرة على الحكم المستأنف لتعزيز موقفها السياسي في النزاع.

و من جانبه، أشار عدد من الخبراء إلى أن الورقة القضائية تعد آخر محاولة للبوليساريو لاستخدام قضية استغلال الثروات الطبيعية في الصحراء لصالحها، بعد فشل محاولاتها السابقة باستخدام الحجج القانونية. وأكدوا أن حكم محكمة العدل الأوروبية يتوافق مع مواقف سابقة لمحاكم لندن وتاراسكون الفرنسية، حيث أكدتا التبادلات التجارية بين المغرب والدول الأخرى بما في ذلك المناطق الصحراوية.

وفي هذا السياق، أشار أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض في مراكش، عبد الواحد أولاد ملود، إلى أن البوليساريو تحاول دائمًا توظيف الأزمات الخارجية لصرف الأنظار عن مشاكلها الداخلية، وتسعى قادة الجبهة إلى تصدير الأزمة. وأضاف أن الجزائر تبحث دائمًا عن مشاكل دبلوماسية أو سياسية للمغرب في سعيها لمهاجمته، لكنها تفشل دائمًا، حيث تعود العلاقات بين البلدين إلى مستواها الطبيعي بسرعة. وأكد أن فرنسا تعاني من احتقان داخلي يمنعها من الانخراط في القضية الانفصالية.

المصدر: صحافة بلادي