تعبيرًا عن إستياءها وصدمتها، أعربت الجزائر اليوم عن موقفها الحازم إزاء قضية مقتل الفتى الجزائري نائل قرب باريس، والذي تعرض لإطلاق نار من قبل أحد أفراد الشرطة، وأكدت الجزائر في بيان صادر عن وزارة الخارجية أن الحادثة الوحشية والمأساوية التي تعرض لها الشاب نائل أثارت قلق الحكومة الجزائرية واستياء المواطنين.
وأشار البيان إلى أن وزارة الخارجية الجزائرية يثق في أن الحكومة الفرنسية ستتولى مسؤوليتها في توفير الحماية الكاملة للمواطنين الجزائريين الذين يعيشون في فرنسا.
وأكدت الجزائر على أهمية حفظ الهدوء وضمان الأمن والسلامة للمجتمع الجزائري في بلد الاستقبال.
وجاءت تصريحات الجزائر ردًا على واقعة مقتل الشاب نائل في نانتير يوم الثلاثاء، حيث تعرض لإطلاق النار من قبل عنصر شرطة، وذلك بعد أن رفض التوقف عند إشارة حمراء وقاد بسرعة كبيرة في ممر الحافلات، وفقًا للمدعي العام الفرنسي.
وتجدر الإشارة إلى أن مقتل الفتى نائل أثار احتجاجات وأعمال عنف في أنحاء فرنسا على مدى ليلتين متتاليتين، مما دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى عقد اجتماع أزمة مع كبار وزراء الحكومة لبحث الأوضاع.
وفي تطورات القضية، وجهت النيابة العامة الفرنسية تهمة “القتل العمد” للشرطي الذي أطلق النار على الشاب، وتم وضعه قيد التوقيف الاحتياطي، حيث اعتبرت النيابة أن الشروط القانونية لاستخدام السلاح لم تتحقق في هذه الحالة.
و من جانبه، دافع الشرطي عن نفسه وبرر فعلته بأنه كان يسعى لمنع الشاب من الهروب بعد رفضه الامتثال للدورية المرورية.
و في سياق آخر، شهدت اليوم احتجاجات منددة بمقتل الشاب نائل، حيث نظمت فعالية تحت اسم “المسيرة البيضاء” لتكريم الشاب واحتجاجًا على ممارسات الشرطة،وقادت والدة الشاب المسيرة وهي ترتدي قميصًا يحمل شعار “العدالة لنائل”، وسط حشود المشاركين الذين حملوا لافتات تطالب بعدالة القضية وعدم تكرار مثل هذه الأحداث.
وفيما يتعلق بالأوضاع الأمنية، أعلنت السلطات الفرنسية تعليق خدمات النقل العام في المناطق التي شهدت احتجاجات وأعمال عنف، بهدف تخفيف حدة التوتر والمواجهات.
وأعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أنه تم نشر 40 ألف عنصر أمن في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك 5000 في العاصمة باريس لمواجهة أي احتمالات للاضطرابات والشغب.
المصدر:صحافة بلادي