علم اليوم الاثنين 25 أبريل الجاري، أن إسبانيا طلبت مساعدة طرف ثالث لإنهاء التوتر القائم في علاقاتها مع الجزائر، منذ أن غيرت مدريد موقفها الرسمي تجاه قضية الصحراء المغربية.
وحسب صحيفة “الكونفيدنشال”، فإن التواصل غائب لحدود الساعة بين وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس والمسؤولين الجزائريين، منذ الكشف عن رسالة رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى الملك محمد السادس، التي أعلمه فيها بدعم “مقترح الحكم الذاتي” المغربي للصحراء.
ولكسر الجمود والتوتر الحالي، طلب ألباريس مساعدة جوزيب بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، حسب ما نقلت الصحيفة المشار إليها أعلاه عن مصادر غير رسمية في خدمة العمل الخارجي الأوروبي (SEAC).
وأشارت الصحيفة، إلى أنه بناء على طلب ألباريس، التقى بوريل في 26 مارس في العاصمة القطرية الدوحة بوزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، وبحسب مصادر الصحيفة، لم يكن الاجتماع رسميا، لكنه جاء لرغبة إسبانية الاستفادة من التواصل مع الجزائر وشرح الموقف الإسباني الجديد.
ويشير المصدر، إلى إن “إسبانيا يمكنها الاعتماد دائما على مساعدة الاتحاد الأوروبي إذا احتاجت إليها”، إلا أن الجزائر تعتبر أن مشكلتها مع إسبانيا وليس مع الاتحاد الأوروبي، ولكن على الرغم من ذلك، وافق لعمامرة على لقاء بوريل لمعالجة النزاع مع الحكومة الإسبانية، وفقا لمصادر دبلوماسية جزائرية.
وأضاف المصدر، أن رد الوزير الجزائري العمامرة، كان أن بلاده ستفي بالتزاماتها في ما يتعلق بإمدادات الغاز، ولكنها، كما هو منصوص عليه في عقود الطاقة الحالية، سترفع سعرها لتقريبها من سعر السوق.
المعطيات المتوفرة، تفيد أن الجزائر لم ترفع أسعار الغاز حتى الآن، لكنها بالمقابل اعتمدت تدابير أخرى ضد إسبانيا، ومنها رفض وزارة النقل الجزائرية في مارس الماضي السماح لشركة “إيبيريا” زيادة عدد الرحلات بين مدريد والجزائر. كما لم تصدر الجزائر بعد الآن جوازات مرور لتسهيل عودة المهاجرين غير الشرعيين، إذ كانت آخر عملية لإعادة مهاجريين جزائريين غير شرعيين وصلوا إلى إسبانيا في قوراب في 2 أبريل، بحسب ذات الصحيفة.
وأعلنت مدريد في 18 مارس الماضي على لسان رئيس وزرائها دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية، معتبرة إياها “الأساس الأكثر جدّية وواقعية ومصداقية لحلّ النزاع”، ما أنهى أزمة دبلوماسية مع المغرب طالت لمدة عام، لكن الخطوة أغضبت الجزائر التي سحبت سفيرها للتشاور.
وأعلنت الجزائر الأسبوع الماضي أنّ عودة سفيرها إلى مدريد مرهونة بتقديم الحكومة الإسبانية “توضيحات مسبقة”، بشأن الأسباب التي جعلتها تغيّر موقفها من قضية الصحراء ليصبّ في صالح الموقف المغربي.