تجددت الاشتباكات في مخيم السمارة بين عناصر الشرطة ومواطنين، أمس الثلاثاء 01 مارس 2022، وذلك بسبب رفضهم الامتثال لتعليمات السلطات، حيث تعود فصول أعمال العنف هاته بالأحداث التي جرت بحر الأسبوع الماضي، وأسفر عنها اختطاف ثلاثة عناصر شرطة من طرف أفراد عصابة، انتقاما لعملية إطلاق سراح أحد الموقوفين المتهم بإحراق سيارة تعود ملكيتها لتجار مخدرات ينشطون بالمخيم، ويتمتعون بحماية صقور البيت الأصفر بالرابوني.
المعطيات المتوفرة “لصحافة بلادي” تفيد أنه بالرغم من تدخل السلطات الصحراوية والإنزال الأمني الذي قامت به عناصر الشرطة في مخيم السمارة لمنع تكرار تلك الأحداث المؤسفة، ومنح المواطنين الإحساس بالأمان، إلا المواطنين ظلوا وجلين وخائفين بعد أن أمضوا ليلتهم يستمعون لصوت الرصاص الحي، الذي خلف حالة من الذعر بين الساكنة، وشوهدت الأسر وهي تنزح من مخيم السمارة باتجاه مدينة تندوف فرارا من أعمال الشغب والأعمال العدائية الانتقامية لعناصر العصابات من ساكنة المخيم، كما ظهر عجز واضح للسلطات الأمنية الصحراوية أمام قوة أفراد العصابات، وتسليحهم الذي يبدو أنه يتفوق على تسليح الشرطة الصحراوية.
حرب العصابات عادت للاشتعال من جديد، بعدما تصرفت الشرطة الصحراوية برعونة مع أحد المشتبه بهم في قضية اختطاف عناصر الشرطة، وأثناء محاولة توقيفه، رفض المشتبه به الامتثال لأوامر السلطات، مما اضطر عناصر الشرطة لمعاملته بعنف زائد وضربه بقسوة، والتسبب له في حالة نزيف شديدة، تطلبت نقله على وجه السرعة إلى المستشفى، كما تسببت في انتفاضة لأسرة المعتدى عليه من طرف الشرطة، وتحولت المشاحنات إلى فوضى كبيرة.
وأطلقت الشرطة أعيرة نارية لتفريق الغاضبين وحماية أفرادها، إلا أن تلك الطلقات زادت الطين بلة وتسببت في حال من الهلع داخل المخيم، كما زادت من تأجيج الوضع وإذكاء الغضب القبلي، حيث انتفضت قبيلة الركيبات لبيهات نصرة لابنها المعتدى عليه، و تم كسر السيارات و عدد من المراكز وتخريب عدة تجهيزات.
للإشارة، تدخلت الدولة الصحراوية على وجه السرعة، حيث تم نقل الأجانب المدعوون لحضور الاحتفالات المخلدة لذكرى تأسيس الدولة الصحراوية، من مركز التشريفات بمخيم السمارة إلى الرابوني، وإحاطتهم بالحرس قبل توجيههم إلى مدينة تندوف الجزائرية، بغرض ترحيله إلى الجزائر العاصمة وإجلائهم إلى بلدانهم…، وهذه فضيحة أخرى عجزت الدولة الصحراوية عن محاصرة تداعياتها والتحكم في أحداثها.