عاد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى أرض الوطن فارغ الوفاض، حيث لم يحمل البيان الختامي المشترك، الذي تلا اجتماع تبون بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمس الثلاثاء، أي إشارة ولو بسيطة إلى موافقة الدوحة على التوجه الجزائري بخصوص عقد القمة العربية هذه السنة، كما بدا وكأن تبون غادر هذا البلد الخليجي بخفي حنين ودرس قطري عن شكل الخيول العربية الأصيلة كبديل بخصوص أهم الملفات التي كان يأمل الحصول على دعم قطري، بل إن الوثيقة حملت مفاجأة أكبر حين وقع تبون على “اعتراف ضمني” بإسرائيل.
البيان الختامي لم يحمل أي إشارة لملف الصحراء المغربية، الذي استبقت فيه الدوحة زيارة تبون بإعلانها دعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية، مشيرا إلى تشديد قائدي البلدين على “أهمية إعلاء قيم الوحدة والتضامن، بين الدول العربية لتجاوز مختلف الأزمات الراهنة التي تمر بها المنطقة”، وهو ما يبدو وكأنه معاكس لما تقوم به الجزائر التي تدعم انفصاليي “البوليساريو” بالمال والسلاح من جهة وتتبنى قضيتهم دوليا.
من جهة أخرى، لم تعلن قطر استعدادها المشاركة في القمة خلال هذه السنة، كما حددت الجزائر ذلك علنا، حين قال الرئيس الجزائري تبون قبل سفره إلى الدوحة إن موعد انعقادها هو الربع الرابع من العام، كما لم يحمل أي إشارة لموافق الأمير تميم على عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، المقترح الذي تستخدم بلاده، إلى جانب المملكة العربية السعودية، “الفيتو” ضده، والذي كان، إلى جانب قضية الصحراء المغربية، أبرز عائقين أمام تنظيم القمة في مارس المقبل.
المثير للانتباه هو “الاعتراف الضمني” للجزائر بإسرائيل، حين قال البيان إن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والأمير تميم “استعرضا آفاق حشد المزيد من الدعم الدولي، للقضية الفلسطينية، بما يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، ويضمن إقامة دولته المستقلة، على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”.