علمت صحافة بلادي، أن الجزائر وفرنسا دخلوا في صدام جديد ساحته هذه المرة المجال الإعلامي لا الدبلوماسي، وذلك بسبب إعلان قناة ARTE الفرنسية الألمانية عرض مسلسل “الجزائر.. سري” الذي يتطرق إلى مرحلة “العشرية السوداء” ويفضح تورط قيادات الجيش في حملات التصفية التي استهدفت مئات الآلاف من المدنييين، الأمر الذي دفع وكالة الأنباء الرسمية إلى وصف الأمر بأنه يهدف إلى “إثارة الفوضى” في البلاد كما أنها اتهمت التلفزيونات الفرنسية بـ”دعم الإرهاب”.
في ذات السياق، شرعت القناة المذكورة في عرض أولى حلقات المسلسل يوم الخميس، حيث تدور أحداثه حول قضية اختطاف تاجر سلاح ألماني التي يحقق فيها ملحق في السفارة الألمانية بالجزائر وقاضي تحقيق جزائري، وذلك خلال مرحلة التسعينات التي عاشت خلالها البلاد حربا أهلية، لكن ما أغضب السلطات الجزائرية هو تطرقه إلى تورط قيادات الجيش في عمليات تصفية واسعة كانت تتهم الجماعات الإسلامية المسلحة بالتورط فيها.
الجزائر لم تلتزم الصمت، وجاء ردها عبر وكالة الأنباء الرسمية، التي نشرت مقالا بعنوان ” استقرار الجزائر يزعج وسائل الإعلام العمومية الفرنسية”، وفيه وصفت المسلسل بـ”العمل الخيالي” و”الحاقد” و”الرديء”، وأضافت أنه “يهدف إلى تحديث أطروحة “من يقتل من؟”، ويؤكد مرة أخرى أن وسائل الاعلام هذه لا تيأس من أمانيها في رؤية الفوضى تحط من جديد على أرض الجزائر”، مُستدعية مجددا تهمة دعم “حركة رشاد” المعارضة، التي تصفها الجزائر الرسمية بـ”الإرهابية”.
وأضافت المعطيات، أن الوكالة اعتبرت أن وسائل الإعلام الفرنسية “التي بسطت السجاد الأحمر للجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة، وهو الحزب المسؤول عن مقتل ما يزيد عن 200 ألف شخص، تثبت أطروحة “من يقتل من؟” لا تزال مستمرة بقوة في وسائل إعلام الخدمة العمومية الفرنسية”، مضيفة “ينبغي على وصاية هذه المؤسسات الإعلامية التي ترحب بحركة رشاد الإرهابية، وريثة الجبهة الإسلامية للإنقاذ، أن تستخلص العبر من فشل “الربيع العربي” الذي تحول بالفعل إلى فوضى وإبادة جماعية في سوريا وليبيا”.
وأضاف المصدر، إن وسائل الإعلام السمعي البصري العمومي في فرنسا “تدعم منظمة إرهابية في الجزائر”، وإنها بذلك “لا تتبنى نفس التفكير لفرنسا الرسمية المنخرطة في حرب ضد الإرهاب الإسلاماوي بمنطقة الساحل”، لتخلص إلى أن “هناك رغبة واضحة لمحاولة توفير الظروف للفوضى في الجزائر”، حيث اعتبرت أن الجيش إلى جانب الرئيس تبون، هما اللذان يوفران “الحماية” للبلاد.