المغرب- الإبراهيمي يدعو لإنهاء مجانية التلقيح وتحمل المواطنين مسؤوليتهم

أوضح البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية في كلية الطب والصيدلة وعضو اللجنة العلمية الوطنية، يوم أمس الأحد 13 فبراير الجاري، أن المواطنين يجب عليهم تحمل مسؤوليتهم من أجل العودة إلى الحياةالطبيعية.

وجاء ذلك في تدوينة نشرها عبر صفحته الرسمية على الفايسبوك، حيث قال “ليتحمل كل منا مسؤوليته…من أجل العودة للحياة الطبيعية…التفاؤل بالخروج من الأزمة و العودة للحياة الطبيعية… طموح مشروع… فبعد سنتين من الجهاد و التضحيات… صار هذا المطلب حقا مشروع… و ترصيد المكتسبات المغربية مدينون به، لكثير من شهدائنا خلال الجائحة…مدينون به لوطننا و ملكنا… و لأنفسنا… و لكن هذا المطلب الذي ينبض به قلب الشارع المغربي تأتي معه مسؤوليات فردية وجماعية…

وأضاف “الحقيقة اليوم…عندما نلق نظرة على الارقام المغربية و الدولية… يتبين و للأسف أن جميع من يتوفون اليوم بالكوفيد هم أشخاص فوق الستين قرروا عدم التلقيح… بينما القلة القليلة من الملقحين المصابين بكورونا، يتوفون بسبب أمراضهم المزمنة و ليس بالكوفيد… و الأسئلة التي يطرحها الجميع… هل نبقى رهينة لهؤلاء الستينيين الغير الملقحين بسبب قناعاتهم الشخصية؟ ماذا لو كانت العودة للحياة الطبيعية ستمر فوق جثث بعض الستينيين الغير ملقحين المحبين للمجازفة؟… هل كلما جازف بعض المغاربة بسلوكيات معينة يجب أن نتوقف عن العيش؟ هل لكل مجازف الحق في أن يرهن مستقبل وطن؟… أسئلة مثيرة و محزنة متداولة اليوم بالمغرب…”.

وقال “نبض الشارع اليوم….نعم… فنبض الشارع اليوم يقول لدولتنا المغربية… شكرا لك… فقد أوفيت و أصبت في تدبير الأزمة… لقد نجحت في تدبير الازمة… و لكننا اليوم نرفض أن نخسر رهان الخروج منها بعد نجاحنا في تدبيرها… نرفض أن لا نجرأ للعودة للحياة الطبيعية… نريد أن نجرأ أن نحيا و نعيش هنا و نتعايش مع الكوفيد… و ليتحمل كل منا مسؤليته الفردية…لقد قرر المغاربة و لكل سببه و مبرره… أن الكوفيد “بحال الرواح” فليتحمل كل منا مسؤوليته… بل بنوا على ذلك تحليلا موضوعيا… فإذا كان الكوفيد بحال الرواح:
1- فلماذا نخصص أجنحة كاملة لمرضى الكوفيد بينما أصحاب الامراض المزمنة يعانون في صمت منذ سنتين… لماذا مرضى السرطان و أمراض القلب و السكري لا تبرمج أو تأخر عملياتهم… بل تأزمت وضعيتهم فأصبحنا نرى مرضى السكري بمؤشرات خطيرة و السرطان بتطورات رهيبة… عدم أخذك للقاح لا يلزم الدولة اليوم في أن تفرغ أجنحة إنعاش في انتظارك على حساب الالاف المرضى بالسرطان و السكري و أمراض القلب… و الدخول إلى المستعجلات و الانعاش يجب أن يكون حسب خطورة المرض و كفى… و لا أسبقية… لكونك مريض بالكوفيد…
2- و بما أن الكوفيد “أصبح رواح”… هل يجب أن تستمر مقاربة المجانية… و أن ننتظر إلى ما لا نهاية أن يقرر أشخاص بذاتهم الانخراط معنا في هذه العملية… و ربما كلقاح الرواح… “اللي بغا الجلبة يخلص”… فاللقاحات ضد الأنفلونزا تشترى… ربما يجب إعطاء مدة لاستكمال البروتوكول التلقيحي و إنهاء المجانية… فالحقيقة المرة التي يجب أن نعترف بها… أننا نبخس كل ما هو مجاني…
3- و بما أننا طبعنا مع أرقام الكوفيد… فلنوقف عن نشرها كل يوم و لنقتصر على نشرة أسبوعية مفصلة كما تقوم بها المديرية و باحترافية كبيرة… و كلما دعى الأمر ذلك… فلا نرانا ننشر أرقام الرواح أو أمراض أخرى أفتك منه كل يوم… فالرواح… لا ننشر أعداد إصاباته كل يوم…
نعم هذا التحليل المؤسس للخروج من مرحلة تدبير الأزمة من خلال الدولة الراعية والعودة للتدبير العادي لصحتنا كمسؤولية شخصية… له تبعاته العملية على المستوى الفردي و المؤسساتي… فليتحمل كل منا مسؤوليته…”.

و أضاف المتحدث ذاته كأفراد…نعم كأفراد… يجب أن نعرف أنه بالعودة للحياة الطبيعية… فاللقاح كوقاية… مسؤوليتنا… و حمل الكمامة كاحتراز… مسؤوليتنا… و التحليلة المخبرية كاستباق… مسؤوليتنا… أن نستشير طبيبا ام لا… مسؤوليتنا… التطبيب للعلاج من عدمه… مسؤوليتنا… أن تأخذ بروتوكولا معينا دون غيره… مسؤوليتنا… و أسئلة كالإجبارية و الاختيار و نجاعة اللقاح ستكون متجاوزة… و أصحاب “واش الدولة كتهمها صحتنا أكثر منا ” ربما سيشتاقون لأيام العناية الكوفيدية… مما يجرني للحديث عن المسؤولية المؤسساتية…
كدولة…
خلال أزمة الكوفيد أعطينا مثالا و صورة جميلة عن منظومتنا الصحية… و أتمنى أن يتم تأهيل منظومتنا الصحية لتبقى في نفس المستوى و ربما أحسن لتستوعب العناية بكل الأمراض و بنفس الاحترافية حتى نواكب المشروع الملكي لتوسيع المنظومة الصحية للملايين من الأشخاص… المغاربة ممتنون لهذه العناية و يتمنون منظومة بمعايير “الكوفيد… تأهيل منظومة صحية مرنة يمكنها أن تتمدد في وقت الازمات… تتمكن من “توسيع الحجرات” و تعبئة الأطر في وقت قياسي دون إهمال الامراض المزمنة…
نعم على الدولة و حتى نرصد تدبيرنا الناجح للأزمة… و نرصد تضحياتنا جميعا كمغاربة و دولة مغربية… حتى نبني على السمعة و المصداقية الدولية لتدبيرنا للأزمة و بكفاءات مغربية كقيمة مضافة لجميع القطاعات… نعم حتى نرصد كل هذا يجب على مدبري الامر العمومي…. وضع خارطة طريق واضحة المعالم للخروج من الازمة… و خطة تدريجية تمكننا من الخروج من حالة اللايقين و الخوف من المجهول… و نعلن للعالم أن المغرب مفتوح لجميع المعاملات… يجب أن نعطي ضمانات تسمح بالاستثمار في المغرب… لا أرى لماذا تعلن فرنسا و إسبانيا ذلك… و نـتوان نحن ولنا هرم سكاني شاب يساعد على ذلك… فكل المعطيات تدل أن هذه الخارطة ستعطينا تنافسية كبيرة… يجب أن تكون هناك إشارات قوية تعلن أن المغرب “أوبن فور بيزنس OPEN FOR BUSINESS”… و أولها التخفيف من قيود الولوج إلى المغرب حال التأكد من نجاعة المساطر المتبعة لدخول المغاربة و السياح…
و في الختام… أود أن أتقاسم هذه التجربة الشخصية المريرة لهذا الأسبوع… و أنا أغسل جسد جدي رحمه الله بعد وفاته يوم الجمعة… وجدتني أردد بين كل تكبيرة و أتسائل… إذا كان هذا مصيرنا ولو بعد خمسة و تسعين سنة… فعلينا أن نجرأ على العيش… ونتشبث بالحياة كما عاش جدي طوال حياته… رحم الله موتانا و موتى المسلمين…
و حفظنا الله جميعا…