تداولت صفحات الحراك الشعبي الجزائري بشكل واسع رسالة لمعتقل الرأي محمد سلمان من داخل الزنزانة.
وهذا ما جاء فيها:
“مظلمتي مرٱة لما يعيشه البلد من صراع بين مطامحنا الشرعية كشعب انتفض من أجل تكريس حقوقه المسلوبة ونظام رهن بقاءه بإلغائنا كمواطنين عن طريق الدوس على القوانين وانتهاك المؤسسات وتبني العنف،مظلمتي مقاومة لمحاولة إسكاتي وإذلالي وتخويفي أنا وعائلتي حتى أتخلى عن خياراتي السياسية وإيماني الراسخ بضرورة التغيير من أجل بناء جزائر لايظلم فيها شعبها،لذا فإني أريد من خلال هده الرسالة أن تصبح مظلمتي حجة في يد كل مقاوم يتبنى استحقاقات الحراك وأسلوبه السلمي وأخلقة العمل في مؤسسات وأجهزة الدولة التي ينخرها الفساد.
أجد نفسي مقحما في قضية لاناقة لي فيها ولا جمل، عنوانها تكوين جمعية أشرار وانتهاك حرمة الأشخاص والتهديد بالتشهير وجنحة المعالجة الٱلية للمعطيات.كل القرائن والمعطيات بما فيها شهادة الضحايا واعتراف المتهم الرئيسي تنفي علاقتي بالجرم وتؤكد برائتي بل إني أشكل الطرف الضحية في هذه القضية،غير أني افاجأ بإدانتي والحكم علي بثلاث سنوات سجن نافد ومائتا الف دينار غرامة.
يضاف إلى هذه التهمةالمشينة والحكم الظالم أحكام بالسجن ورقابة قضائية وايداع الحبس المؤقت صدرت في حقي نتيجة انخراطي في الحراك وممارسة الفعل السياسي المعارض للنظام وللسلطة الحالية، إن الأحكام المتعلقة بنشاطي السياسي أعرضها عليكم كالتالي:
-عام سجن نافد وغرامة مالية بتهمة الكتابة على الجدران وحيازة منشورات ووثائق من شأنها المساس بالوحدة الوطنية.
-عام سجن نافد بتهمة اهانة هيئة نظامية .
-ايداع الحبس المؤقت بانتظار المحاكمة بتهمة التجمهر غير المسلح والدعوة له وتعريض حياة المواطنين للخطر والعصيان والمس بالوحدة الوطنية “أنا قيد السجن منذ 09أشهر”.
-الرقابة القضائية بتهمة التواصل مع جهات أجنبية والتمويل.
إن الاستنتاج الوحيد الظاهر من خلال هده الأحكام والتهم والمتابعات المتهاطلة أننا أمام سلطة نظام لاشيء يثنيها عن مواجهة كل مواطن تسول له نفسه أن ينتفض ضد ظلمها واستبدادها.لم يجد النظام عن طريق سلطته الحالية من أجل تطويقي إلا باستعمال الشرطة والقضاء وتحريفهما عن دورهما لتوجيه كل هذه التهم الباطلة-وأقساها تلك المتعلقة بتكوين جماعة أشرار -من أجل تشويه سمعتي وإحباطي ولأصل الى نتيجة مفادها عدم جدوى النضال السياسي السلمي بل وجعله خيارا يهدد استقراري واستقرار عائلتي،فلقد تم توريط شقيقي المعتقل منذ 9أشهر وتعنيف والدي وهوسلة أسرتي بالمداهمات البوليسية المتكررة من أجل كسر إرادة الشعب في التغيير.
قضيتي قضية كل مواطن يطمع الى التخلص من الوضع البائس الدي تعيشه الجزائر، قضيتي مثال من بين أمثلة عديدة تعكس معاناة الشعب الجزائري من التسلط وتغييب القانون،قضيتي تؤكد أننا على حق وأن الباطل لن يهزم بصمتنا وانسحابنا من معركة التغيير،أنا مقتنع ببرائتي وبعدالة ماأومن به وبنبل الموقع الذي أشغله،لن أستسلم لمكائدكم ومحاولاتكم لإسكاتي.إن ماأعيشه وما تعيشه عائلتي ومايعيشه المناظلون وماتعيشه الجزائر لأمر شديد،ولكننا سننتصر لأنه لن يضيع حق وراءه مطالب.فمهماطال حبل الباطل فحبل الحق أطول وخير ماأتهم به.
حبائلكم وإن ضعفت فحبل الله مفتول”.
السجين السياسي محمد سلمان رقم القيد282956.