دخل المحلل السياسي والناشط الحقوقي خالد البكاري، على خط الصور المتداول عبر منصات التواصل الاجتماعي والتي يظهر من خلالها لاعبوا المنتخب الجزائري وهو يقدمون كأس العرب للجنرال شنقريحة عوض الرئيس عبد المجيد تبون.
انتشرت هذه الصور عبر منصات التواصل الاجتماعي بشكل واسع مخلفة ردود فعل قوية وغضبا في صفوف البعض، مما يبرهن على أن الجزائر “دولة عسكرية” وليست “دولة مدنية”.
وفي ذات السياق كتب خالد البكاري “هذه الصورة، ونطوي الصفحة:
بالمنطق الكروي: المنتخب الجزائري فاز باللقب عن جدارة.
بالمنطق السياسي: تم خلط السياسة بالرياضة هنا وهناك بما يتجاوز حدود التماس بينهما، وللأمانة هناك أكثر من هنا، لأن الدولة هناك تورطت علانية في هذا الخلط.
وأضاف المتحدث ذاته “هذه الصورة، تفتقد أولا للحد الأدنى من ثقافة البروتوكول، بمعناه السياسي، وليس الاحتفالي، فالقصر الرئاسي ليس استوديو لتصوير إشهار ماركة “اديداس”، ولكنها الشعبوية ربما التي افتت بجضور اللاعبين بطقم رياضي عوض البذل”.
وأردف ” هذه الصورة توضح أن الحاكم الفعلي في الجزائر هو الجيش، مع العلم أن قوانين الفيفا تمنع تدخل الجيوش في الشأن الكروي”.
وقال ” الاحتفالية الرسمية المبالغ فيها منذ إقصاء المغرب، تظهر حاجة جنرالات قصر المرادية (ودعك من عبارة الكابرانات المبتذلة) وقصر بن عكنون لأي إنجاز كروي، ولو كان كأس عرب بمنتخبات فلسطين التي تجمع لاعبيها أسبوعا قبل المنافسات، وسوريا التي لم تخرج من الحرب، ولبنان وصغار السعودية.. لكي يتهرب من استحقاقات وأزمات داخلية”.
وأضاف المتحدث ذاته “فما لا يكمله تصدير الأزمات بافتعال عدو خارجي، يتم تجريب الكرة لإكماله. في واقع مشابه، كان يمكن أن يكون الأمر كذلك هنا لو فاز المنتخب باللقب،، ولكن لا نعرف هل نقول: للأسف، لم نفز، أو “مزيانة ملي تقصينا”.
وأضاف “في الختام، الكرة في منطقتنا مثل الحروب: يخوضها الجنود، ولكن يتم توشيح الجنرالات بالأوسمة.ما لم تفهم شعوب المنطقة المغاربية مصلحتها، سيتكرر هذا المشهد في أي عاصمة.
ولذلك فالوطنية العاقلة هي أن لا تخوض معركة نيابة عن أي عصابة”.