لم تحمل انتخابات أعضاء المجالس البلدية بالجزائر معها أي مفاجأة، كما لم تمنح أي ثقة للناخبين من جديد للمسار الذي اتخذته البلاد (الجزائر)، منذ سنوات في ظل استمرار حكم الجنرالات، الرسالة الواضحة التي تلقاها الجنرالات من الانتخابات المحلية هي أنهم لا زالوا بعيدين عن الناخبين العاديين الذين أحجموا عن التصويت بأعداد قياسية فنسبة المشاركة في الانتخابات المحلية لم تتعدى 3.27 بالمائة، حسب مصدر إعلامي.
المصدر أشار إلى أن مسؤوليّة هذه الفضيحة تتحملها الجزائر وأجهزتها على قصور أدائها في إقناع سائر المواطنين بفائدة المشاركة في الحياة العامّة وتبديد شكوكهم أو تردّدهم، حيث كان يُفترض من أجهزتها (المدرسة الصِّحافة والإعلام الأحزاب والنّقابات والمنظّمات المدنيّة…) أن تقدِّم أداءً إقناعيّاً جيّداً في هذا الباب يَحْمل المتردّدين على الانخراط الإيجابيّ في صناعة المصير السّياسيّ عوض أن تتدخّل بقوّة التّشريع القانونيّ لفرض إلزاميّة التّسجّل في قوائم النّاخبين على المواطنين كافّة، والأهم في هذا كله أن كل المواطنين يتساءلون لماذا نصوت والبلاد يحكمها الجنرالات مند خمسين عام فلا شيء سيتغير سواء صوتنا أم لا.