مثل كرة الثلج تكبر يوما بعد يوم وثيرة التصعيد بين المملكة المغربية التي تتعامل بحزم، و صرامة كبيرين مع القرارات الإسبانية المتهورة، حيث أن حكومة المحتل الإسباني باتت نادمة أشد الندم بعد أن أدخلتها وزيرة خارجيتها المتهورة في عاصفة من المعارك المستنزفة مع المملكة المغربية بسبب الصفقة التي عقدتها مع وزير خارجية الجزائر، و التي تقوم على أن تقدم لبلده يد العون في بعض القضايا، و الملفات المتعلقة بجبهة البوليساريو، و أن تسهل لها جميع الإجرائات التي تحتاجها بهذا الخصوص. و في المقابل سوف تقوم إسبانيا بتجديد إتفاقية توريد الغاز الجزائري المنتهية صلاحيتها لكن بأقل من السعر الطبيعي داخل سوق المحروقات الدولية، و ذلك بنسبة تفوق 40 في المائة و قد طلبت إسبانيا من الجزائر أن تقدم لها ضمانات مقنعة على بأن العمليات التي سوف تقوم بها الجزائر على التراب الإسباني سوف تكون بتنسيق مشترك بين الجانبين، و انها لن تتسبب بأي شكل من الأشكال في التوريط المباشر لإسبانيا في أي قضية متعلقة بالمغرب، و وحدته الترابية، فإسبانيا التي تحقد على المغرب لإعتبارات تاريخية و أخرى جيوإسترتيجية، تجد نفسها في نفس الوقت مجبرة على إحترامه و التعامل مع تعامل الدول الكبار، و ذلك راجع لوجود نقاط عديدة تتقاطع فيها المصالح الخارجية للمملكتين، خصوصا فيما يتعلق بملفات الهجرة، و محاربة الارهاب، و الشراكة الإقتصادية، بالإضافة إلى حرب التموقعات الإستراتيجية و الطاقية التي تعيشها منطقة شمال إفريقيا و أوروبا.
لكن الذي وقع هو أن إسبانيا لم تضع ضمن حسبناها فرضية أن تكون الجزائر مخترقة من قبل المخابرات المغربية، و أن تكون للمغرب عين على أدق تفاصيل المخططات التي تحاك ضده في الكواليس، و أنه يتتبع جميع مراحل هذا الاتفاق و ما يترتب عنه من أحذاث على أرض الواقع، مثل استقبالها زعيم المرتزقة بهوية مزيفة و ما إلى ذلك من أعمال عدائية موازية.
إسبانيا إذا أخطأت التقدير، و هي الآن تحصد خيبات ثقتها الزائفة في الجزائر، هذه الأخيرة التي لم تعد تجد بعد هذه الفضيحة أي خيار سوى الإذعان للأوامر الإسبانية، من خلال الطعن المباشر في السيادة المغربية على مدينتي سبتة و مليلية السليبتين، كاشفة للعالم عن وجهها الحقيقي كنطام ديكتاتوري مستبد يقوم على ضرب الإستقرار في المنطقة،و من جهته فإن المغرب يمضي في طريق اتخاد قرارات تصعيدية أكثر جرأة، و صرامة، حيث أنه لن يتهاون في ردع إسبانيا، و تدفيعها الثمن باهضا لقاء عدم تقديرها الجيد للطريقة التي يجب أن تتعامل بعا مع الخطوط الحمراء التي يرسمها المغرب.
بقلم: إسماعيل واحي لصحافة بلادي