بريطانيا تشرع في إنجاز مشروع ضخم بالصحراء المغربية يربطها بالداخلة والبرتغال وفرنسا

تضع بريطانيا من خلال برنامج حكومي شامل، مدينة الداخلة (جنوب المغرب) أمام أعينها ، لتكون مصدر أمنها الطاقي مستقبلا، وذلك من أجل التخلص من مصادر الطاقة الأحفورية التقليدية التي يمنعها الاتحاد الأوروبي، وهي بهذا تتقاطع مع مشروع أمريكي ضخم يبتغي إنشاء مزارع لتوليد الطاقة الريحية على مساحة تفوق 11 ألف هكتار، في المدينة نفسها التي أصبحت تحتضن ليس فقط قنصليات بعض الدول بل مشاريعها الاستثمارية.

وتأكد الشركة عبر موقعها الرسمي، بأن فكرة مشروعها الضخم لتوليد الطاقتين الريحية والشمسية بمدينة الداخلة ليست جديدة، بل فكرت فيها مليا منذ 2003، خاصة مع القوانين الجديدة لمفوضية الاتحاد الأوروبي بشأن الطاقة الاحفورية المتسببة في تلوث الهواء بغاز ثاني أكسيد الكربون، الأمر الذي جعل مجموعة من الدول تبحث عن مصادر جديدة، على غرار اسبانيا التي رفعت وارداتها من المغرب.

هذا، وفتحت بريطانيا المجال لاستثمار 18 مليار جنيه إسترليني، قصد إحداث حقول للطاقتين الشمسية والريحية على مدار السنة، حيث كشفت الشركة أن المشروع الذي أطلق عليه اسم xlinks يأمل في أن ينجح في ما استعصى على مجموعة من الدول والشركات التي ترغب في شحن الطاقة المتجددة الصحراوية الواقعة شمال البحر الأبيض المتوسط، وذلك تركيب 10 جيجاوات من الطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح جنبًا إلى جنب مع 25 جيجاوات / ساعة من تخزين البطاريات بالقرب من طانطان ثم توصيل إنتاج الكهرباء على طول الطريق إلى بريطانيا.

وتراهن بريطانيا على مشروعها الضخم “xlinks”  الذي له نفس أهداف “nur energie”، لتسخير الطاقة المتجددة الهائلة لشمال إفريقيا للمملكة المتحدة عوض أوروبا، معتمدة على توصيل الكهرباء بقراية 15 دولارا لكل ميغاواط / ساعة في شمال إفريقيا، كما تخطط xlinks لتشغيل 3.6 جيجاوات من قدرة الكابلات البحرية من الساحل الأفريقي إلى المملكة المتحدة عبر الجرف القاري حول البرتغال وإسبانيا وفرنسا، حيث سيصبح بذلك إقليم وادي الذهب بالصحراء المغربية أحد أهم مراكز الاستثمار في الطاقات المتجددة عبر العالم، بما سينعكس على المنطقة سياسيا واقتصاديا.