صرّح الأمن الوطني المغربي، بأنه ومع إغلاق المسارات المعتادة إلى أوروبا بسبب الحجر الصحي الذي فرضه فيروس كورونا، فإن تجار المخدرات المغاربة، يقومون برحلات ملتوية تشمل شاحنات مواد الغذاء وقوارب الصيد لتهريب القنب الهندي، على حد قوله.
ومنذ فرض المغرب منذ مارس الماضي حجرا صحيا عاما داخليا، توقف خلاله معظم التنقل بين المدن، كما شمل إغلاق الحدوده الجوية والبحرية في محاولة لإبطاء انتشار الفيروس، ما أدى ذلك أيضا إلى إغلاق المسارات المعتادة لتهريب المخدرات.
وبحسب مصادر صحفية، فإن المهربين كانوا سابقا، يأخذون القنب الهندي المزروع في جبال الريف شمال البلاد، ويشحنونه لمسافة قصيرة إلى ساحل البحر المتوسط ثم ينقلونه عبر البحر بقوارب سريعة أو يخبئونه في الأساطيل اليومية للشحن التجاري في الموانئ.
وفي هذا السياق صرح المتحدث الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني المغربي والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني المغربية “بوبكر سبيك” لجهات إعلامية، بأن المحجوزات الأخيرة من السلع والبضائع المهربة تظهر أن المهربين اضطروا إلى أن يسلكوا طريقا بديلا أبعد، من خلال شاحنات الغذاء عبر البلاد ثم سفن الصيد التي تبحر من موانئ الساحل الأطلسي.
وأضاف المتحدث الأمني، أن نجاح الشرطة المغربية في تفكيك شبكات التهريب أثناء الإغلاق ينم عن “تغيير جذري” في طرق التهريب، إذ تختار العصابات بحسب قوله، “سواحل بعيدة جغرافيا عن أوروبا وتحتاج لرحلات بحرية طويلة ومكلفة ماديا..”، مضيفا “..لكنها كانت تحاول البحث عن مسالك ومسارات آمنة رغم ارتفاع كلفات التهريب”.
وبالرغم من أنه لا تفصل المسافة بين مدينة طنجة المغربية عن إسبانيا سوى 14 كيلومترا فحسب عبر مضيق جبل طارق، فإن الطريق على الساحل الأطلسي يتطلب رحلة طويلة ولقاء بحريا مع مجموعة من المهربين الأوروبيين داخل المياه الدولية.
وقال “سبيك”، بأن ذلك ينطوي أيضا على نقل المخدرات برا لساعات من جبال الريف شمالا إلى شواطئ منطقة “سيدي عابد” النائية على بعد 217 كيلومترا جنوبي العاصمة الرباط، باستخدام شاحنات طعام يحمل سائقوها تصاريح للسفر أثناء الحجر الصحي، وفق تعبيره.