إحياء القومية المغربية المورية خيار إستراتيجي لمواجهة حملات طمس الهوية المغربية و شرقنتها

ظهرت في الآونة الأخيرة العديد من الصفحات الفايسبوكية المطالبة بإحياء القومية المغربية المورية كخيار إستراتيجي لا محيد عنه، من أجل الدفاع عن الهوية المغربية من الحملات الممنهجة التي تشنها كارتيلات الأيديولوجيا الشرقية على الأمة المغربية. فالكل يلاحظ كيف أن الجار القريب يسرق من أمتنا كل جميل ليصنع لنفسه الهوية التي يفتقدها و يحل عقدته مع التاريخ، و كيف أن تركيا تزرع في العقول المتحجرة الفكر العثماني بكل تجلياته الإمبريالية، فجعلت من تاريخها حصان طراودة الذي تتسسل به إلى قلوب دول شمال إفريقيا، لإحياء الأمجاد العثمانية و خدمة المصالح التركية.
و من جهة أخرى فإن المغرب لم يسلم من الحملات التي تستدهف إقبار هويته على يد من يطلقون على أنفسهم أشقاء الشرق الأوسط، و الخليج فهم أيضا لم نجوا المغرب من سرقتهم لتاريخه، و تحريفهم له، في محاولات مستمرة منهم من أجل ضرب الهوية المغربية، و تفتيت المجتمع المغربي، و شرقنته و تطبيعه بعادات وتقاليد غريبة عنه تمهيدا لتنزيل أجنداتهم المدمرة في المنطقة.
لذلك فإن نخبة من الشباب المغربي الواعي، و المثقف قد قطع على نفسه العهد بالتصدى لهذه الهجمات الشرسة، التي يتعرض إليها الوطن، و الدفاع عن مكتسباته، و تحصين هويته إنطلاقا من مواقع التواصل الاجتماعي بإعتبارها السلاح الأكثر فعالية، و تأثيرا داخل النظام العالمي الجديد و من أجل هذا الهدف النبيل تم إنشاء هذه الصفحات التي لاقت صدى واسعا، و قد إستطاعت إستقطاب العديد من الشباب المغربي الذي إنخرط بقوة في حملة إحياء القومية المغربية المورية و تقويتها من خلال تثمين مكتسباتها التاريخية على جميع الأصعدة، و إستحضار ريادة الأمة المغربية العريقة منذ غابر العصور، و تكريس روح الإعتزاز بكل ماهو وطني، و ذلك عبر إنشاء أصحاب هذه الصفحات الفايسبوكية قاعدة من البيانات التاريخية المتعلقة بالتاريخ المغربي الموري إنطلاقا من التعريف بأعلام المغرب ،و شخصياته التاريخية، و إنجازاتها، و الإمبراطوريات التي توالت على بناء مقومات الأمة، و إمتداداتها السيادية ،و الجغرافية، كما أن هذه الصفحات تتطرق إلى أدق تفاصيل الأمة المغربية المورية منذ فجر تاريخها، من خلال تسليط الضوء على عراقة المعمار، و أصالة الزي التقليدي و تنوع المطبخ الموري، و تفرد هذه الأمة العريقة بعادات و تقاليد و قيم حضارية لا توجد لذى غيرها من الأمم.

بقلم : اسماعيل واحي