موريتانيا,,,, و وجوب إنشاء جدار أمني دفاعي

في ظل علاقات ديبلوماسية باردة تتعقبها لحظات من التقارب أحيانا و التنافر أحايين أخرى يعيش المغرب و موريتانيا بسبب النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء . فموريتانيا طرف مهم في هذا النزاع وقد خاضت حرب الصحراء في البداية إلى جانب المغرب ضد مرتزقة البوليساريو إلا أنها أجبرت على الإنسحاب  بعد تلقيها ضربات موجعة من قبل مسلحي البوليساريو إضافة إلى الإنقلابات العسكرية التي نفذتها الجزائر في موريتانيا لدفعها إلى الإصطفاف إلى جانب البوليساريو في الحرب. و هو ما إنعكس جليا على العلاقات المغربية الموريتانية و التي إتسمت بالبرود أو المشادات و قد إستمر الحال على ماهو عليه من الناحية الدبلوماسية فقد إستمرت موريتانيا في إستفزاز المغرب بين الفينة و الأخرى بتصريحات تمس سيادة المملكة الشريفة على الصحراء. إلا أن هنالك تحول إستراتيجي شهدته هذه العلاقات بعد تولي ولد الغزواني الحكم في موريتانيا، فقد تناقصت حدة هذه التصريحات الإستفزازية كما أن هناك تحول عسكري ملحوظ شهدته موريتانيا في تعاملها مع مسلحي البوليساريو فقد نفد الجيش الموريتاني عمليات عسكرية نوعية ضد مسلحي البوليساريو الذين دأبو سابقا على إختراق الأراضي الموريتانية و ممارسة أنشطة التهريب و تجارة المخدرات و البشر و التنسيق مع الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل، العمليات العسكرية التي نفذها الجيش الموريتاني أسفرت عن مقتل و إعتقال العشرات من المسلحين الإنفصاليين لتشكل بذلك تحولا جديدا في النهج العسكري الموريتاني مع مرتزقة تندوف فكيف لموريتانيا أن تدعم البوليساريو سياسيا و تحاربه عسكريا ؟
بالعودة إلى شخصية الرئيس الموريتاني سوف نكتشف أن مخططات كبرى تجري في المنطقة و يتم الإعداد لها في كواليس صناعة القرار لذى القيادتين الموريتانية و المغربية. فما لا يعلمه غالبية الناس هو أن الرئيس الموريتاني ولد الغزواني هو  ظابط خريج الأكاديمية العسكرية لمكناس حيث تلقى فيها تدريبه الحربي و تكوينه الأكاديمي و تشرب معه الآيدولوجية العسكرية المغربية  قبل أن أيعود إلى موريتانيا و يتدرج في المناصب العسكرية ليصل إلى منصب وزير الدفاع قائد الجيش الموريتاني أي أنه يمسك بزمام الجيش و يعرف خباياه  كما أن تنسيق عسكري و أمني يجري على قدم وساق بين البلدين الجارين تم تتويجه بإسقبال الحموشي و الجنرال الوراق لوزير الدفاع و مدير المخابرات الموريتانية كما أن قوات من النخبة التابعة للجيش المغربي بدأت تجري تدريبات عسكرية للجيش الموريتاني لتأهله و ترفع من كفائته و قدراته القتالية و هو ما توج بإقامة جزئ من مناورات الفلنتوك العسكرية بالأراضي الموريتانية بطلب من المغرب، و عليه فإن هذا المستوى من التنسيق العسكري و الأمني بين البلدين يؤشر على وجود تفاهمات يجري صياغتها في الكواليس من أجل أن تلعب موريتانيا دورا إيجابيا لصالح المغرب في النزاع حول الصحراء ولعل أقرب فرضية إلى الواقع هي أن المغرب سوف يدعم موريتانيا في بناء جدار أمني عازل على غرار الجدار الدفاعي المغربي و من الوارد أن يمتد هذا الجدار من المنطقة المحادية لبير لحلو و تفاريتي نزولا إلى تيشلا ليصل إلى الحدود الشرقية مع مالي.
سياسيا سوف يتم التسويق الإعلامي للجدار الموريتاني على أنه وسيلة دفاعية تحمي التراب الموريتاني من التهديدات الإرهابية بمنطقة الساحل و الصحراء لكنه في الواقع سوف يكون حاجز عسكري يقلص من رقعة القتال في حال إندلعت حرب الصحراء مجدادا لأنه سوف يغلق المجال بنسبة تسعة و تسعين بالمائة على مقاتلي البوليساريو الذين سوف يسحب منهم هامش المناورة على الأراضي الموريتانية للوصول إلى المناطق الجنوبية للصحراء و لن يبقى لهم سوى منطقة تفاريتي و بير الحلو من أجل تهديد التراب المغربي و هي مناطق صغيرة من السهل على الجيش المغربي تطهيرها من المرتزقة الإنفصاليين.
أما من ناحية التناقض بين الدعم السياسي الموريتاني للبوليساريو و محاربة تحركاته دون الإعلان عن هذه الحرب فإنه من الممكن جدا أن يكون هذا التناقض بين القول و الفعل سياسية متعمدة من قبل موريتانيا للتمويه على المخطط الإقليمي الذي تشارك فيه موريتانيا إلى جانب المغرب و لكي تجنب نفسها  أي ضغط أو تحركات سياسية جزائرية إلى حين إكتمال إنجاز هذا الحزام الأمني الجديد.

معطى أخير، سنة 2017 قامت موريتانيا بتغيير العلم الموريتاني عبر إضافة شريط أحمر في الأعلى و شريط أحمر في الأسفل. فماهي يا ترى دلالات هذا التغيير و لمذا تم إدخال اللون الأحمر؟

بقلم إسماعيل واحي