كورونا تجبر مغاربة على شراء مقبرة إسلامية في هولندا

أجبر انتشار فيروس “كورونا” المستجد ممثلي أفراد الجالية المغربية بهولندا على عقد اجتماع طارئ نظمته مؤسسة المقابر الإسلامية الخاصة “Bibin”، لتنظيم حملة تمويل جماعي لشراء مقبرة إسلامية بهولندا.

هذه المقبرة تعتبر من أكبر المقابر الإسلامية بغرب أوروبا، وتقع بمدينة زودلارن الهولندية، إذ تبلغ مساحتها 5500 متر مربع، وتتسع لـ1700 قبر لدفن أموات المسلمين بهولندا.

في تصريح لحميد أمرينو، رئيس مؤسسة Bibin، قال إن الجالية المغربية أصيبت بالذعر والهلع منذ سماعها للمشاكل التي تعيشها الجالية المغربية بالديار الإيطالية فيما يخص تعذر نقل جثامين المغاربة المتوفين بالديار الإيطالية إلى أرض الوطن.

وتسبب انتشار فيروس “كورونا” على نطاق واسع في إيطاليا وإقدام السلطات الإيطالية على إقامة حجر صحي كامل على كافة أرجاء البلاد في حرمان أفراد الجالية المغربية المقيمة هناك من نقل جثامين المغاربة المتوفين للدفن في تراب بلدهم الأصلي.

وأضاف حميد أمرينو، في التصريح نفسه، أن ما جرى لمغاربة إيطاليا دفع الجالية المغربية بهولندا إلى التعجيل بإيجاد مقبرة لدفن المغاربة المتوفين بالأراضي المنخفضة، والذين يتعذر نقلهم إلى أرض الوطن.

وإلى غاية الثلاثاء الماضي كانت إجراءات اقتناء مقبرة إسلامية من طرف مؤسسة Bibin جارية، حيث كانت تنقص الجمعية 90 ألف يورو لتسديد الثمن المتبقي من الثمن المتفق عليه، بعدما تمكنت من جمع 140 ألف يورو في يوم واحد، وحدد الثمن الإجمالي للمقبرة في 410.000 يورو.

وأكد أمرينو أن الإقبال على التبرع لاقتناء مقبرة إسلامية بهولندا “يدل على مدى اهتمام جاليتنا المسلمة، وبالخصوص المغربية، على الحصول على مقبرة إسلامية بهولندا من هذا الحجم”، مشيرا إلى أن المؤسسة تدرس إمكانية شراء مقابر أخرى.

من جهته، قال أحمد الطالب، إمام مسجد السنة بلاهاي، إن المسلمين بهولندا في أمس الحاجة إلى مقابر إسلامية أبدية، لدفن أموات المسلمين من مختلف الأجناس، مضيفا “هناك أيضا هولنديون اعتنقوا الديانة الإسلامية، فإذا مات أحد منهم، فأين سيدفن؟”.

السفير المغربي بالمملكة الهولندية قال: “نحن نمر من مرحلة صعبة للغاية، والكل يعلم بأن حركة الطيران توقفت تماما وليس لدينا أي حل آخر، أكيد هناك مشاكل كبيرة خارجة عن إرادتنا وفوق طاقتنا، ونعمل كل ما في وسعنا لتخفيف عناء ومشاكل جاليتنا المغربية”.

وأضاف الدبلوماسي المغربي في تصريحه: “نحن كذلك في اتصال مستمر مع السلطات المختصة لتمديد صلاحية التأشيرات بالنسبة للمغاربة الزائرين، ونتابع عن كثب جميع المشاكل المطروحة المرتبطة بانشغالات جميع المغاربة المقيمين منهم في هولندا أو الزائرين. وإلى جانب سفارتنا بلاهاي، هناك كذلك القنصليات العامة الأربع رهن إشارة جميع المغاربة، لتقديم المساعدة الممكنة والإجابة عن استفساراتهم”.

من جهة أخرى، وفي إطار المجهود التضامني والجماعي الذي يبذله المغرب لمواجهة الآثار المترتبة عن انتشار فيروس “كورونا” المستجد، فتحت سفارة المملكة المغربية بلاهاي باب التبرع لفائدة صندوق تدبير جائحة “كورونا” الذي أحدثه المغرب بأمر من الملك محمد السادس، أمام الجالية المغربية المقيمة بهولندا.

بلاغ للسفارة المغربية بهولندا أنهى إلى علم المواطنات والمواطنين المغاربة المقيمين بالمملكة الهولندية، وكذا جميع الأشخاص الذاتيين والمعنويين، مغاربة وغير مغاربة، أنه يمكنهم المساهمة في هذا المجهود، عبر تحويل تبرعاتهم إلى رقم حساب بنكي فتحته السفارة لدى إحدى المؤسسات البنكية الهولندية لهذا الغرض.

وأشار البلاغ إلى أن التبرعات ستذهب إلى الصندوق الخاص بتدبير جائحة “كورونا”، الذي أحدثته الحكومة المغربية بناء على تعليمات الملك محمد السادس.