اعتبرت تايوان منطقة في غاية الخطورة فيما يتعلق بفيروس كورونا،ودلك بسبب قربها من الصين جغرافيا، لكن الحكومة التايوانية كانت مستعدة بشكل جيد واحتوت الوباء بطريقة فعالة. فكيف نجحت في ذلك؟
لقد مر شهران ونصف على اكتشاف فيروس كورونا المستجد ‘كوفيد-19’ والدي انتشر في مدينة ووهان الصينية. واليوم الفيروس أصاب أكثر من 190 ألف شخص في أكثر من 151 دولة حول العالم.
وعندما اعلنت تايوان عن اكتشاف الحالات الأولى في يناير الماضي ، تنبأ الخبراء بأنه من المحتمل أن تكون أكثر الإصابات بالفيروس في تايوان، لكن هذا الأمر لم يتحقق، حيث نجد أن لدى الصين بالفعل أكثر من 80 ألف إصابة، في حين لا يتجاوز العدد في تايوان 60 حالة.
ويرجع عدد من خبراء الصحة الدوليين هذا التطور إلى التدخل المبكر للحكومة التايوانية. حيث أن تايوان أدركت الأبعاد المحتملة للأزمة في الوقت المناسب وكانت دائما تستبق تطورات الموقف بخطوة أبعد.
فحظرت حكومة تايوان في وقت مبكر دخول الأشخاص من الصين وهونغ كونغ وماكاو إلى أراضيها. وفي الوقت نفسه، حظرت الحكومة تصدير الكمامات الواقية لضمان أن يبقى في تايوان قدر كاف منها.
وقال جيسون وانغ، الخبير في سياسة الصحة العامة في جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة الامريكية،”تايوان قامت بدمج بيانات التأمين الصحي الوطني في بيانات الهجرة والجمارك”…” وقد مكَّن ذلك مقدما العاملين في القطاع الصحي من التعرف على المرضى المحتملين بناءً على أنشطة سفرهم. كما طورت الحكومة التايوانية برنامجًا يتيح للمسافرين العائدين إلى تايوان الإبلاغ عن خط سيرهم. وإضافة لذلك يتحتم عليهم مسح “كود” معين، ومن ثم يتلقى المسافرون رسالة حول كيفية تقييم حالتهم الصحية”.
و لان الاستعداد الكبير لدى المواطنين للامتثال للتعليمات الحكومية سهّل على المسؤولين التايوانيين الاستجابة بشكل مناسب لتفشي فيروس كورونا.
و قال تشونوي تشي، أستاذ الصحة العامة بجامعة ولاية أوريغون بالولايات المتحدة”معظم التايوانيين مروا بأوقات صعبة خلال وباء سارس، ولا يزال كثيرون منهم يتذكرونه. والوضع الحالي يساعد على تعزيز روح الجماعة”.
واضاف تشونوي تشي،ان تايوان استثمرت في قدراتها البحثية في مجال الطب الحيوي خلال العقود القليلة الماضية، وأن فرق بحث قامت أيضا بالعمل على تطوير اختبار تشخيصي سريع لمرض كوفيد-19.
وتايوان ليست عضوًا في منظمة الصحة العالمية حيث تم استبعادها من منظمة الأمم المتحدة منذ عام 1971 جراء ضغوط من بكين. كما تواصل حكومة الصين منع تايوان من الانضمام إلى منظمة الصحة العالمية.
ورغم كل هدا، تواصل تايوان تبادل خبرتها مع دول أخرى في مكافحة فيروس كورونا، كما يقول الباحثون. ومن خلال اجتماعات عبر الهاتف يتبادل خبراء تايوان معارفهم ويساعدون البلدان ذات الموارد الطبية الأقل لفحص عينات المرضى.