التوتر بين الجزائر وفرنسا يتصاعد وهولاند يدعو إلى الحزم والحوار

لا يزال النظام العسكري الجزائري يروج لخطاب “المؤامرة”، متّهماً “اليمين المتطرف” في فرنسا بالعمل على تأجيج التوتر بين البلدين. غير أن هذا الطرح لا يعدو كونه محاولة للهروب إلى الأمام، خاصة في ظل تصاعد الجدل حول السياسات الجزائرية في الأشهر الأخيرة، حتى داخل بعض الأوساط اليسارية الفرنسية.

هولاند ينتقد موقف الجزائر بشأن المهاجرين

في مقابلة مع قناة BFM TV يوم الجمعة 28 فبراير 2025، انتقد الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا هولاند موقف الجزائر من ملف المهاجرين غير القانونيين، مشيرًا إلى أنها ترفض استقبال مواطنيها المرحّلين من فرنسا.

وأوضح هولاند أن “الجزائر لم تلتزم بما كان ينبغي عليها القيام به، وهو إصدار تصاريح مرور قنصلية لمواطنيها غير القانونيين المرحّلين من فرنسا”.

وأشار إلى أن هذه الأزمة ليست وليدة اللحظة، لكنها أصبحت أكثر إلحاحًا في ظل الحادث الأخير الذي نفّذه مهاجر جزائري غير قانوني، سبق أن صدر بحقه قرار ترحيل (OQTF)، إلا أن الجزائر رفضت استقباله عشر مرات، قبل أن ينفذ هجومًا بالسلاح الأبيض في 22 فبراير، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين.

دعوات إلى التعامل بحزم مع الجزائر

في ظل هذا الوضع، شدد هولاند على ضرورة تبني موقف صارم تجاه الجزائر، داعيًا في الوقت ذاته إلى الحوار لإيجاد حل لهذه الأزمة، حيث قال: “لا يمكننا القبول بانتهاكات القانون، بما في ذلك تلك التي تتعارض مع المعاهدات الموقعة بين البلدين”.

وأكد الرئيس الفرنسي الأسبق أن العلاقات بين الدول يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل، مشددًا على ضرورة تذكير الجزائر بالتزاماتها القانونية والدبلوماسية والعمل على إيجاد أرضية للحوار.

ملف الكاتب بوعلام صنصال

في ختام حديثه، تطرق هولاند إلى قضية الكاتب الجزائري بوعلام صنصال، المحتجز في ظروف صعبة، مؤكدًا أن فرنسا مستعدة للحوار مع الجزائر، لكن على الأخيرة أن تحترم مبادئ التعامل الدولي وقواعد القانون.

يأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه العلاقات بين باريس والجزائر توترات متزايدة، مما يعكس تعقيدات المشهد السياسي والدبلوماسي بين البلدين.

المصدر : صحافة بلادي