أسترازينيكا: التحقيقات في الصين تستهدف عدداً من كبار المسؤولين

أعلنت شركة الأدوية البريطانية “أسترازينيكا” أن التحقيقات التي تجريها السلطات الصينية بشأن انتهاكات محتملة لقوانين استيراد الأدوية وحماية البيانات تشمل أربعة من موظفيها، بينهم اثنان حاليان واثنان من المسؤولين السابقين.

وقال متحدث باسم الشركة إن التحقيقات تشمل أيضاً ليون وانغ، رئيس أسترازينيكا في الصين، والذي لا يزال رهن الاعتقال. وأوضح المتحدث أن التهم تتعلق بنقل أدوية للسرطان من هونغ كونغ إلى الصين بطرق غير قانونية. وفي وقت سابق، أفادت تقارير بأن بعض موظفي الشركة متهمون بتهريب عقار “إيمجودو” المستخدم في العلاج المناعي إلى الصين، رغم أن هذا الدواء لم يحصل على الموافقة هناك، بينما تم اعتماده في دول أخرى.

وأشارت أسترازينيكا إلى أن هذه التحقيقات تتعلق بقضايا جنائية فردية، وأن الشركة نفسها، التي يقع مقرها الرئيسي في المملكة المتحدة، لم تخضع للاستجواب في القضية.

تداعيات التحقيقات على أسهم الشركة

تأتي هذه التطورات في وقت حساس بالنسبة لشركة أسترازينيكا، حيث أطلع المسؤولون الشركة المستثمرين على تفاصيل التحقيقات في محاولة لتهدئة المخاوف التي نشأت إثر تقرير نشرته منصة “ييكاى” الإخبارية الصينية، والذي ألقى بظلال من القلق على أسواق المال. نتيجة لذلك، تراجعت أسهم الشركة بنسبة 2.4% يوم الأربعاء، بعد انخفاضها بشكل أكبر في اليوم السابق.

يُعتبر اعتقال ليون وانغ، الذي يُنسب إليه الفضل في نجاح الشركة في السوق الصينية، تطورًا كبيرًا قد يؤثر بشكل كبير على الأنشطة المستقبلية لأسترازينيكا في الصين، وهو ما يُعد بمثابة تصعيد كبير من قبل السلطات الصينية. يذكر أن الصين تمثل حوالي 13% من إجمالي إيرادات الشركة، وقد ساهمت الإصلاحات الصحية في الصين في تسريع الموافقات على الأدوية المبتكرة، ما ساعد أسترازينيكا على تحقيق مبيعات كبيرة لأدوية السرطان التي تنتجها.

دور أسترازينيكا في السوق الصينية

استفادت أسترازينيكا من الإصلاحات التنظيمية الواسعة في قطاع الرعاية الصحية في الصين، التي ساعدت في تسريع عملية اعتماد الأدوية المبتكرة، بما في ذلك الأدوية المنقذة للحياة. كما قدمت الشركة تخفيضات كبيرة في أسعار أدوية السرطان لكي تُدرج ضمن برامج التأمين الصحي الحكومي في الصين. هذا النهج ساعد بشكل كبير في تعزيز مبيعات الشركة في السوق الصينية وزيادة قيمة الإيرادات.

لكن التحقيقات المستمرة في الصين قد تثير الشكوك بشأن مستقبل الشركة في هذا السوق الكبير، الذي يعد من الأسواق الرئيسية لأسترازينيكا على مستوى العالم.