ماكرون أمام البرلمان المغربي: خطوة سياسية واقتصادية هامة
في خطوة تحمل دلالات سياسية واقتصادية بالغة الأهمية، ألقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطاباً أمام البرلمان المغربي يوم الثلاثاء، وُصف بأنه “براغماتي” ويعكس تحولاً في الموقف الفرنسي من قضية الصحراء المغربية. جاء هذا الخطاب بعد قرار محكمة العدل الأوروبية، ليكون بمثابة رد واضح يعزز مصداقية مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب منذ عام 2007.
حسن الوارث، أستاذ القانون الدولي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، أشار في حديثه لموقع القناة الثانية إلى أن الخطاب لم يقتصر على الجوانب السياسية فحسب، بل ركز بشكل كبير على الجانب الاقتصادي. وأبرز دور المغرب كقوة إقليمية فعالة في مشروعات كبرى مثل الطاقة المتجددة وتنظيم كأس العالم ومشاريع كأنبوب الغاز الذي يربط المغرب بعدد من الدول الإفريقية، مما يجعله وجهة اقتصادية جاذبة للاستثمارات الكبرى، بما في ذلك الفرنسية.
كما أشار الوارث إلى الإشادة الدولية التي حظي بها مقترح الحكم الذاتي، التي بدأت من الولايات المتحدة الأمريكية، مروراً بإسبانيا وبلجيكا وهولندا وألمانيا، وصولاً إلى افتتاح عدة قنصليات في الصحراء المغربية، مما يدل على الدعم الدولي الكبير لهذه المبادرة.
وأكد الوارث على أهمية الدور الفرنسي، نظراً لتاريخها كدولة مستعمرة سابقة ودرايتها بالشأن الأفريقي، بالإضافة إلى موقعها كعضو دائم في مجلس الأمن. كما أشار إلى أهمية الموقف الأمريكي الداعم للمغرب، مشدداً على دور إسبانيا أيضاً، نظراً لتاريخهما المشترك ومعرفتهما بجوانب القارة الأفريقية.
واختتم الوارث بأن هناك دولتين مؤثرتين في مجلس الأمن، هما الولايات المتحدة وفرنسا، تدعمان المغرب، مما يشير إلى أن الحكم الذاتي هو الحل الأنسب في الوقت الراهن. وأكد على ضرورة استثمار الدبلوماسية المغربية في هذه المواقف لتعزيز موقعها الدولي.