في وقت لا يزال حزب الله يسعى لفهم ملابسات التفجيرات المتزامنة التي استهدفت عناصره في مناطق مختلفة من لبنان يوم أمس، مما أسفر عن مئات المصابين، أعلن الحزب عن مقتل 11 من أفراده، بالإضافة إلى سيدة وطفلة. وقد لوح الحزب بالرد على إسرائيل، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية ستستمر دعماً لحركة حماس في قطاع غزة.
وفي بيان صدر اليوم الأربعاء، أكد حزب الله أن وحداته ستواصل تنفيذ عملياتها، مشدداً على أن “هذا المسار متواصل ومنفصل عن الحساب العسير الذي يجب أن ينتظره العدو المجرم على مجزرته يوم الثلاثاء”. كما أضاف الحزب أن الرد سيكون “حساباً آخر وآتياً”.
ارتفاع عدد المصابين جراء التفجيرات، التي استهدفت أجهزة النداء اللاسلكية المستخدمة على نطاق واسع من قبل عناصر حزب الله، بلغ 2800 مصاب، فيما وصل عدد القتلى إلى 13 شخصاً وفقاً لأحدث الإحصائيات.
وكشفت مصادر مطلعة أن الحزب استقدم شحنة من هذه الأجهزة خلال الأيام الماضية من شركة غولد أبوللو التايوانية، إلا أن الشركة أكدت أن الأجهزة التي تفجرت صنعت في أوروبا. وتفيد معلومات استخباراتية بأن إسرائيل خططت لهذا الهجوم في حال اندلاع حرب شاملة مع الحزب. ومع ذلك، أثار الشك لدى اثنين من عناصر حزب الله حول احتمال وجود اختراق لتلك الأجهزة، مما سرع تنفيذ العملية، التي وصفت بأنها تاريخية.
هذا الهجوم الدقيق باستخدام أدوات قديمة يعد نجاحاً كبيراً لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، ويأتي بعد اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في يوليو الماضي.
جدير بالذكر أن حزب الله بدأ منذ عدة أشهر باستخدام الرموز في الرسائل وخطوط الهواتف الأرضية وأجهزة البيجر كوسيلة للتغلب على تكنولوجيا المراقبة الإسرائيلية المتطورة، في محاولة لتفادي محاولات اغتيال قادته.