إيطاليا تدرس رفع الضريبة السياحية: هل ستؤثر على تدفق السياح؟

تواجه حكومة جورجيا ميلوني في إيطاليا انتقادات واسعة بعد إعلانها عن دراسة لرفع الضريبة السياحية في البلاد. وفقًا لمشروع مرسوم صدر هذا الصيف، قد تصل قيمة الضريبة السياحية إلى 10 يورو للغرف التي تكلف 100 يورو لليلة الواحدة، و15 يورو للغرف التي تتجاوز تكلفتها 400 يورو، و25 يورو للأجنحة الفاخرة التي تزيد تكلفتها عن 750 يورو.

ردود فعل متباينة

أثار هذا الاقتراح استياء الاتحادات السياحية في إيطاليا، التي تخشى من أن تؤدي هذه الزيادات المفرطة إلى إحباط السياح وثنيهم عن زيارة البلاد. حيث صرحت مارينا ليللي، رئيسة الهيئة المهنية للسياحة، لوكالة فرانس برس قائلة: “لا ينبغي لنا أن نخيف السياح بضرائب مرتفعة للغاية. لدينا أصلاً معدل مرتفع للغاية من ضريبة القيمة المضافة”.

وبدوره، انتقد برناربو بوكا، رئيس جمعية أصحاب الفنادق “فيدرالبيرغي”، الحكومة قائلاً: “الحكومة تعامل الفنادق كأجهزة صرف آلي”.

ورغم تصدر هذا الاقتراح عناوين الصحف الدولية، رفضت وزيرة السياحة، دانييلا سانتانشي، ما وصفته بـ “التهويل غير المبرر”، لكنها لم تنكر وجود خطة لرفع الضريبة. وأضافت سانتانشي في تصريحات سابقة: “نحن نناقش ضريبة السياحة في وقت السياحة المفرطة، لتكون مساعدة حقيقية لتحسين الخدمات وجعل السياح الذين يدفعونها أكثر مسؤولية”.

السياح منقسمون حول الضريبة الجديدة

أمام كاتدرائية ميلانو، انقسم السياح في آرائهم حول هذه الزيادة المحتملة. فبينما أعربت فابيا ويغاند، طالبة الاقتصاد السويسرية البالغة من العمر 25 عامًا، عن استيائها من القرار، قائلة: “زيادة الضريبة ستكون عبارة عن تربح. سأذهب إلى مكان آخر، إلى دول أخرى لا تفرض ضريبة مماثلة”، أيد ليام روث، طالب علوم الكمبيوتر من زيورخ، الاقتراح قائلاً: “زيادة الضريبة إجراء جيد، وأتفهم أن سكان ميلانو منزعجون من السياح. نحن جزء من المشكلة”.

القرار ما زال قيد الدراسة

رغم التوترات، أكد مصدر حكومي لوكالة فرانس برس أن المشاورات مع الصناعة والسلطات المحلية لا تزال مستمرة، وأنه لم يُتخذ أي قرار نهائي بعد. وفي هذه المرحلة، تبقى زيادة الضريبة مجرد فرضية.

التدفق السياحي الكبير وأثره

لطالما كانت إيطاليا واحدة من الوجهات السياحية الأكثر شهرة في العالم بفضل تراثها الثقافي الغني وسواحلها الخلابة. ومع ذلك، أصبحت أعداد السياح المتزايدة تحديًا يهدد استدامة هذه الوجهات.

وفي إطار مساعيها للتحكم في التدفق السياحي، فرضت البندقية في أبريل الماضي ضريبة على السياح الذين يزورونها لفترات نهارية قصيرة، دون المبيت فيها. ومع ذلك، تظل المدينة مكتظة بالسياح الذين يتجولون في أزقتها الضيقة وجسورها. كما شهدت مواقع أخرى مثل الريفييرا الإيطالية وفلورنسا تدابير مماثلة، حيث فرضت السلطات رسومًا جديدة للحد من الزحام.

وفقًا للخطة المقترحة، سيتم توسيع نطاق الضريبة السياحية لتشمل جميع البلديات البالغ عددها 7904 في إيطاليا، وهي خطوة قد تجلب للبلاد إيرادات إضافية كبيرة، لكنها قد تؤثر على جاذبيتها كوجهة سياحية مفضلة.

المصدر : صحافة بلادي