توقف مطار بن غوريون في تل أبيب عن استقبال الرحلات الجوية والإقلاع منها ضمن إضراب شامل أعلن عنه اتحاد النقابات العمالية في إسرائيل. الإضراب، الذي شمل المدارس والجامعات ووسائل النقل العامة والعديد من القطاعات الاقتصادية، يأتي بعد ليلة من الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها مدن مثل تل أبيب والقدس وحيفا.
النقابات العمالية أعلنت أنها قد تمدد الإضراب ليشمل يوم الثلاثاء أيضًا. في الوقت ذاته، طلب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش من النائب العام تقديم طلب عاجل للمحكمة لمنع الإضراب، معتبرًا إياه غير قانوني لأنه يهدف إلى التأثير على قرارات سياسية تتعلق بأمن الدولة. سموتريتش حذر من أن الإضراب الواسع سيؤدي إلى عواقب اقتصادية خطيرة في ظل الأوضاع الحالية.
دعم الإضراب جاء من كبرى شركات التصنيع ورواد الأعمال في قطاع التكنولوجيا، حيث استجابوا لدعوة أرنون بار دافيد، رئيس اتحاد نقابات العمال (الهستدروت)، الذي حث على إضراب عام ليوم واحد.
شهدت تل أبيب ومدن أخرى مظاهرات حاشدة ليل الأحد، حيث استخدمت الشرطة القنابل الصوتية لتفريق المحتجين الذين سدوا طريق أيالون الرئيسي في تل أبيب وأشعلوا النار في أجزاء منه. تقديرات وسائل الإعلام الإسرائيلية تشير إلى أن حوالي 500 ألف شخص شاركوا في الاحتجاجات للمطالبة بإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، حيث توفي نحو ثلثهم حسب السلطات.
في القدس، أغلق المحتجون الشوارع ونظموا احتجاجات أمام منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. كما أظهرت مقاطع مصورة إغلاق المحتجين للطريق السريع الرئيسي في تل أبيب وهم يلوحون بالأعلام وصور الرهائن القتلى.
الاحتجاجات جاءت بعد استعادة إسرائيل لجثث ستة أسرى من نفق في جنوب قطاع غزة، قُتلوا على ما يبدو قبل وصول القوات إليهم. هذا الأمر أثار غضبًا واسعًا ودعوات للإضراب بسبب فشل الجهود في إنقاذهم.
طالب المحتجون الحكومة الإسرائيلية ببذل المزيد من الجهد لاستعادة الأسرى المتبقيين، بينما دعا رئيس اتحاد نقابات العمال إلى إضراب عام ضاغط. كما دعا وزير الدفاع يوآف غالانت وزعيم المعارضة يائير لابيد إلى التوصل إلى اتفاق سريع. وفي تل أبيب، نظمت خدمات بلدية إضرابًا لمدة نصف يوم تضامنًا مع الأسرى وأسرهم.
الأسرى الستة من بين حوالي 250 أسيرًا احتجزوا خلال الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر. إسرائيل تواصل حملتها العسكرية على قطاع غزة، ولا يزال هناك 101 أسيرًا في قبضة حماس، مع اعتقاد بأن ثلثهم تقريبًا قد لقوا حتفهم.
مفاوضات الوساطة التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر لم تتمكن حتى الآن من التوصل إلى وقف لإطلاق النار، رغم الضغوط المتزايدة من قبل المسؤولين الأمريكيين.