استأنفت الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي العمل على مشروع خط السكة الحديدية المغاربي، الذي يهدف إلى ربط المغرب بالجزائر وتونس عبر شبكة سكك حديدية جديدة.
و تأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز الترابط بين الدول الثلاث.
ومع ذلك، تشير صحيفة “ليكونوميست” إلى أن الواقع الحالي قد لا يواكب التطلعات التي كان يمكن أن يحققها المشروع.
أهمية المشروع من الناحية النظرية
تؤكد صحيفة “ليكونوميست” أن مشروع السكة الحديدية المغاربي كان من الممكن أن يكون رافعة رئيسية لإعادة تكامل المنطقة المغاربية، التي تعتبر من أقل المناطق اندماجًا في العالم.
و من خلال تعزيز روابط النقل بين الدول الثلاث، كان المشروع يمكن أن يسهم بشكل كبير في تعزيز التعاون الاقتصادي وتسهيل حركة البضائع والأفراد.
تحديات تنفيذ المشروع في ظل الوضع الحالي
مع ذلك، تواجه فكرة المشروع العديد من التحديات في الواقع الراهن. تذكر الصحيفة أن النموذج الأوروبي، الذي شهد تكاملًا ناجحًا بعد تأسيس الاتحاد الأوروبي حول اقتصاد الفحم والصلب، قد يكون بعيدًا عن التحقق في حالة المغرب العربي. ففي حين ساهم التكامل الأوروبي في القضاء على الصراعات الاقتصادية والسياسية، فإن مشروع السكة الحديدية المغاربي يواجه صعوبات كبيرة نتيجة للتوترات السياسية القائمة بين الدول المغاربية، خصوصًا بين المغرب والجزائر.
تؤكد الصحيفة أن الوقت الذي أُهدِر في إعادة إطلاق المشروع يعكس التحديات الكبيرة التي تواجهه. في ظل وجود علاقات عدائية بين بعض الدول، يبدو أن تحقيق التكامل الإقليمي من خلال هذا المشروع قد يكون صعبًا.
التوجه نحو مشاريع استراتيجية بديلة
بعيدًا عن هذا المشروع الذي يواجه صعوبات، ترى “ليكونوميست” أن المغرب قد يستفيد أكثر من خلال التركيز على مشاريع استراتيجية أخرى، خاصة مع الدول الإفريقية.
و من خلال الابتعاد عن الأنماط التقليدية والتركيز على مبادرات مبتكرة مثل المبادرة الأطلسية، يمكن للقارة الإفريقية تعزيز دورها في الاقتصاد المعولم وتحقيق التنافسية العالية.
المصدر : صحافة بلادي