تعبئة قوية للمستفيدين من العفو الملكي لتعزيز الاستراتيجية الجديدة لزراعة القنب الهندي

أكد المعتقلون الذين شملهم العفو الملكي السامي الذي منحه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، والذين كانوا مدانين أو متابعين في قضايا تتعلق بزراعة القنب الهندي، على “تعبئتهم” القوية للانخراط في الاستراتيجية الجديدة التي اعتمدتها المملكة لتقنين الأنشطة المرتبطة بالقنب الهندي.

وفي تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء لدى مغادرتهم السجن المحلي عين عائشة (إقليم تاونات)، أعرب المستفيدون عن عزمهم على المساهمة الفعالة في إنجاح هذه السياسة الجديدة التي تهم بشكل مباشر ساكنة المناطق المعنية، لاسيما إقليم تاونات.

وقال أحمد، أحد المستفيدين من العفو الملكي والمتحدر من كتامة، إن هذه الالتفاتة الملكية تعكس ليس فقط حساً إنسانياً عالياً وعطفاً مولوياً، بل تجسد أيضاً الحكمة والفعالية في معالجة المشكلات المعقدة المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية. وأضاف: “أصبح بإمكاني الآن زراعة القنب الهندي بشكل قانوني والمساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لمنطقتي وبلدي.”

وتعتبر هذه المبادرة الملكية أيضاً خطوة إنسانية هامة تهدف إلى الحد من التداعيات السلبية للزراعة غير المشروعة للقنب الهندي، وخاصة بالنسبة لصغار المزارعين، من خلال توفير فرص مشروعة لكسب قوتهم اليومي.

من جانبه، أكد عبد السلام، أحد المعتقلين المستفيدين من العفو، أن هذه الخطوة تعزز المبادرات الإنسانية العديدة التي أطلقها جلالة الملك لفائدة شعبه، وخاصة للفئات الاجتماعية الهشة. وقال عبد السلام قبل عودته إلى أسرته في غفساي: “أشكر جلالة الملك على استماعه لشعبه واهتمامه بقضاياهم.”

ويعكس هذا العفو الملكي رؤية مجتمعية شاملة تدعو إلى إدماج المواطنين الذين يواجهون تحديات اقتصادية واجتماعية، ويعزز الانخراط الجماعي في توفير فرص الاندماج وتحسين ظروف معيشة الفئات المعوزة.

من جهة أخرى، أشاد عدد من المستفيدين بالمبادرات التي تطلقها مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء. وأكد رشيد، الذي ينحدر أيضاً من كتامة، أن “المؤسسة ساعدتنا على تعلم مهن تساهم في كسب قوتنا بكرامة.” وأضاف أن مغادرته السجن “ستدخل البهجة” على والدته المريضة والطاعنة في السن.

من بين 4831 شخصاً استفادوا من هذا العفو الملكي، يتحدر 1341 منهم من إقليم تاونات، بينهم 45 معتقلاً و1083 متابعاً في حالة سراح و213 مبحوثاً عنهم.

وفي هذا السياق، عبرت ساكنة إقليم تاونات عن شكرها وامتنانها العميق لجلالة الملك على هذه الالتفاتة الملكية التي لقيت ترحيباً كبيراً وبهجة عارمة في أوساطهم.