يُعتبر يوليسيس غرانت، الرئيس الثامن عشر للولايات المتحدة، واحداً من أبرز الشخصيات في تاريخ البلاد، بفضل قيادته العسكرية الحاسمة خلال الحرب الأهلية الأميركية بين عامي 1861 و1865. ومع ذلك، شهدت نهاية حياته سلسلة من الأزمات الشخصية والمالية.
في السادس من مايو 1884، شهد غرانت انهياراً مالياً دراماتيكياً. فقد دخل مكتب مؤسسته للسمسرة كأحد الأثرياء، لكنه خرج منه بعد ساعات معدودات فقيراً، وذلك بعد أن تعرض لعملية احتيال من قبل شريكه فرديناند وارد، الذي كان يدير مخططاً هرمياً أفضى إلى إفلاس المؤسسة وفقدان غرانت لكل مدخراته.
تزامن مع هذه الأزمات المالية، اكتشف غرانت خلال الصيف ذاته إصابته بسرطان الحنجرة واللسان، وكان المرض في مراحل متقدمة. لم يكن هذا الفشل المالي الأول في حياة غرانت، فقد واجه صعوبات مالية قبل ذلك، شملت فشله في مجال الزراعة والعقارات، مما دفعه للعمل كبائع حطب في شوارع سانت لويس.
مع اقتراب نهاية حياته، كان غرانت يخشى من ترك زوجته في وضع مالي صعب، فتلقي تعاطفاً من العديد من الأميركيين الذين أرسلوا له شيكات لمساعدته في تغطية نفقاته.