في خطاب رسمي ألقاه أمام سفراء أوكرانيا في كييف يوم الاثنين، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن قوات بلاده تمكنت من السيطرة على أكثر من 1250 كيلومترًا مربعًا و92 بلدة في منطقة كورسك الروسية. هذا الهجوم، الذي وصفه زيلينسكي بأنه غير مسبوق منذ السادس من أغسطس، يأتي في إطار جهود أوكرانيا لخلق “منطقة عازلة” بين البلدين.
وأكد زيلينسكي أن الجيش الأوكراني يحقق تقدمًا ملحوظًا في تحقيق أهدافه في منطقة كورسك، مشددًا على أن هذه العمليات تهدف إلى دفع موسكو للعودة إلى طاولة المفاوضات بشروط “منصفة”. وفي إشارة إلى أهمية هذه العمليات، أضاف زيلينسكي: “نحن نواصل تنفيذ استراتيجيتنا بنجاح، ونعزز قدراتنا باستمرار”.
في غضون ذلك، أعلن القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية، أوليكسندر سيرسكي، عن تحقيق نتائج جديدة في كورسك، حيث دمرت القوات الأوكرانية ثلاثة جسور حيوية كانت تستخدمها القوات الروسية للإمداد، مما يزيد من الضغط على الخطوط الدفاعية الروسية.
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الخسائر في صفوف القوات الأوكرانية في منطقة كورسك بلغت نحو 3800 جندي، إضافة إلى تدمير عشرات الدبابات والمركبات المدرعة ومنصات الصواريخ. ومع ذلك، تستمر القوات الروسية في محاولات صد التوغل الأوكراني.
هذا التصعيد العسكري يعكس تفاقم التوترات على الجبهة الشرقية، حيث يبدو أن أوكرانيا تسعى لتعزيز موقفها الميداني في مواجهة روسيا. التوغل الحالي في منطقة كورسك يُعدّ الأكبر والأخطر منذ بدء النزاع، مما يضيف تعقيدات جديدة للمشهد الإقليمي ويزيد من أهمية الحلول الدبلوماسية لتجنب المزيد من التصعيد.